ينشغل أبو سعيد بترتيب وفهرسة الكتب على رفوف المكتبة لتسهيل عملية الوصول إليها في مركز اقرأ الثقافي الذي أعيد افتتاحه منذ نحو شهر، وسط مدينة بنش شمالي إدلب وضمن قبو أرضي تم اختياره لتوفير حماية أكبر لرواد المركز ومقتنياته.
في المركز ثلاث قاعات رئيسية، تطالعك المكتبة فور دخولك للمكان، على اليسار باب يأخذك لقاعة مخصصة للدورات التعليمية، بينما تتمركز قاعة الندوات والاجتماعات على يمين المكتبة.
يقول أبو سعيد “مدير مركز اقرأ الثقافي ” إن العمليات العسكرية عطلت عملهم في العام الماضي، وأجبرتهم على نقل محتويات المركز من مجلدات وكُتب ومَعدات إلى قرية ترمانين شمالي إدلب كخطوة أولى، لكن تقدم قوات النظام في ريف حلب الغربي دفعهم لنقلها مرة أخرى إلى عفرين أملاً بتوفير حماية أكبر لها.
بين رفوف المكتبة، تطالعك عشرات الروايات العالمية المترجمة، ومجلدات لكتب دينية وفكرية وتعليمية وتنموية، بعضها نسخ قديمة تمت طباعتها قبل نحو ثمانين عاماً، يقول أبو سعيد إنه حصل عليها من ثانوية بنش العامة بعد تعرضها للقصف.
يقدم المركز خدمة إعارة الكتب ضمن مدة زمنية محددة، ووفقاً لأوراق شخصية تثبت اسم الشخص لضمان إعادتها.
تأسس مركز اقرأ الثقافي منذ أربع سنوات، أقام خلالها عشرات الدورات في مجالات مهنية وتعليمية متعددة، وأصبح مقصداً للطلاب وهواة المطالعة لما كان يوفره من خدمات وهدوء للقارئ، إضافة إلى صالة مرفقة بالمكتبة لضمان راحة القارئ، بحسب أبو سعيد.
يقول سامي بكور “طالب شهادة ثانوية” إنه بادر للتسجيل في إحدى دورات المركز بعد افتتاحه للاستفادة من الدورات التعليمية التي ينظمها المركز.
بينما تقول بيسان دياب “معلمة” إنها تلقت في المركز تدريبات عديدة، مثل الإسعاف الأولي ودورات التنمية البشرية وأسس الإلقاء ما منحها معرفة أكبر وقدرة على التعامل مع طلابها ضمن الدورة التي تقدمها اليوم بنفسها “صناعة النجاح”.
الأوضاع الأمنية وانتشار فايروس كورونا وتغيير مكان المركز نتيجة ارتفاع إيجار المكان القديم أثر على عمل المركز، وتم إيقاف عدد من النشاطات التي كان يقدمها لكن أبو سعيد يأمل بعودة قوية للعمل من جديد.
تغيب المراكز الثقافية عن جدول أعمال المنظمات الإنسانية، ويرى العاملون في المجال الثقافي أن دعم المراكز الثقافية لا يقل أهمية عن باقي المجالات الإنسانية ويأملون بالحصول على اهتمام أكبر في الأيام القادمة.
يوسف البدوي