يختار أبو الزين أقصر الطرق الفرعية محاولاً تجنب الازدحام لإيصال الطلبات التي بين يديه بأسرع وقت ممكن، يخبرنا أنه يوصل وجبة طعام يريد لها أن تبقى ساخنة لأحد العناوين في إدلب، بعد أن باتت خدمة التوصيل المجاني متاحة عبر تطبيق “بين يديك” في إدلب.
يميز سكان في المدينة عاملي “الدي لفري” في مشروع “بين يديك” من دراجاتهم النارية صفراء اللون، يقول أبو الزين إن أعدادهم اليوم بالعشرات، وإنهم في تزايد مستمر مع بدء انتشار المشروع في مناطق متفرقة من المحافظة.
ليس التطبيق جديداً، لكنه توسع في الأخيرة، إذ بدأت فكرته منذ عام في مدينة سرمدا بعد أن قام أحد الشبان بتصميم أول تطبيق “دي ليفري” في المنطقة، لينتقل بعدها إلى مدن إعزاز وعفرين، ثم إدلب، وسينطلق قريباً فرع جديد في سلقين.
يمكن للزبون تحميل البرنامج من “غوغل بلاي أو آبل” وبعد تحميله ستظهر قائمة الخدمات التي يقدمها التطبيق وتشمل كافة الاحتياجات اليومية “خضار وفواكه، لحوم، حلويات وموالح، هدايا، خبز ومحروقات، قرطاسية، ألبسة وإكسسوار، وغيرها من المواد، داخل كل قسم ستشاهد مجموعة من المحال المتعاقدة مع إدارة التطبيق والتي تعرض منتجاتها ضمنه وتكتب بجوارها سعر كل سلعة”.
وعن آلية عمل التطبيق يقول خالد قنديل مدير مكتب إدلب، ينبغي على الزبون تسجيل الدخول بإضافة الايميل والعنوان بشكل صحيح ومفصل لتسهيل عملية الوصول إليه، وبعد اختيار السلعة التي يريدها الزبون لا ينبغي عليه إلا الضغط على زر الشراء ليصل الأمر لعامل الداتا المتواجد في مكتب الشركة والذي سيقوم بدوره بتوجيه السائقين لتنفيذ الطلب.
يستطيع الزبون طلب أي خدمة شريطة أن يتجاوز سعرها خمس ليرات تركية، وستصل إلى منزله بغضون دقائق وبنفس السعر المكتوب على السلعة، وتتقاضى إدارة التطبيق أجورها من أصحاب المحال التجارية وفق نسبة من المبيعات يتم الاتفاق عليها، في حين يتم تغطية بعض النفقات عن طريق الإعلانات التي تنشر ضمن التطبيق.
ويضيف قنديل “يواجه فريق العمل عدة صعوبات مثل ارتفاع تكلفة المحروقات وأجور صيانة الدراجات”.
يعتبر السائق شريكاً ضمن الشركة ويتقاضى بدلاً عن كل طلب، ويصف أبو الزين إقبال الناس على هذه الخدمات بالجيد جداً.
يعمل ثمانية سائقين ضمن مكتب إدلب إضافة للإداريين الذين يعملون ضمن المكاتب، وتسعى الإدارة لزيادة عدد السائقين إلى اثني عشر سائقا مع نهاية هذا الشهر نتيجة زيادة الطلب، بينما يعمل أكثر من ثلاثة وعشرين سائقاً في سرمدا.
ويقول قنديل إن الدراجات النارية وكلفتها وإصلاحا يقع على عاتق شركة “بين يديك”، ويتم التعاقد حالياً مع سائقين جدد بدراجاتهم النارية إلا أن أجورهم ستكون أعلى من أولئك الذين يعتمدون في إيصال الطلبات على دراجات الشركة.
يجري إداريو الفريق جولات مستمرة على محال إدلب لعرض مشروعهم وإقناعهم بالاشتراك ضمن البرنامج ما يوسع دائرة المنتجات المعروضة ويقدم خدمة أشمل للزبائن، ويقول قنديل إن 90% من المنتجات التي يحتاجها المنزل باتت متوفرة ضمن التطبيق الذي بات يقدم خدمات أخرى مثل تأمين حلاقين للمنازل، وورش إصلاح السيارات أو صهاريج المياه.
يمثل “بين يديك” وسيطاً بين المحال التجارية والزبائن، ويكون مسؤولاً عن أي خطأ في مواصفات المواد أو تغير نوعيتها، وكذلك يضمن إعادتها أو تبديلها مجاناً، كما يضم التطبيق رقماً للشكاوى يتابع من قبل إدارة التطبيق.
لاقى انتشار مثل هذه التطبيقات قبولاً من قبل المستخدمين، إذ يوفر عليهم متاعب التجول في الأسواق والابتعاد عن الازدحام لاسيما مع انتشار فيروس كورونا، كذلك يضمن وصولهم لأكبر عدد من المتاجر ومقارنة الأسعار واختيار السلعة المناسبة.
يقول مرهف سعيد “مقيم في إدلب” أقيم في شارع ثلاثين والذي يبعد عن مركز المدينة أكثر من كيلومترين ولا أملك أي وسيلة نقل، ما يجبرني على الاعتماد على المحال القريبة بخيارات ضيقة، وأحياناً زيادة في الأسعار، لكن انتشار هذه التطبيقات وفر علي عناء المشي إلى السوق أو دفع تكاليف النقل وبت قادراً على الحصول على مستلزمات المنزل دون أدنى تعب وبنفس الأسعار.
بينما يرى أبو عمر أنه بات بإمكانه ترك المنزل لساعات طويلة دون الحاجة للتفكير بمستلزماته، لأن زوجته تستطيع طلب كل ما يحتاجه المنزل بغيابه دون أي مشقة وبنفس الأسعار، في حين يرى بعض من التقيناهم أنهم يميلون للتجارة التقليدية لأنهم يرغبون باختيار بضائعهم ومجادلة البائع بالأسعار بأنفسهم.