على أطراف مدينة إدلب، اختار فريق آرنستو “العيادة البيطرية المجانية” إحدى المزارع القريبة ليتم تحويلها إلى محمية لرعاية الحيوانات يعمل الفريق على رعايتها وتقديم الخدمات الصحية لها ضمن عيادة بيطرية في إدلب المدينة.
تضم المحمية نحو عشرين نوعاً من الحيوانات التي تعرضت للإصابة نتيجة العمليات العسكرية التي دارت في إدلب عالجها الفريق وحافظ عليها، إضافة للحيوانات التي تخلى عنها أصحابها مثل الكلاب والقطط.
يقول الطبيب البيطري محمد يوسف إن فكرة المشروع انطلقت سنة 2017 بهدف تقديم الخدمات الصحية لأي حيوان يتعرض للإصابة نتيجة القصف الذي كانت تتعرض له المناطق السكنية، وتنقلت العيادة البيطرية بين عدة أماكن في شمال غرب سوريا، حتى استقرت أخيراً في إدلب وتطورت إلى الشكل التي عليه اليوم.
بنى اليوسف مشروعه من فكرة “إن الطبيب البشري يقدم خدماته المجانية للمرضى والمصابين في إدلب، ورأى أن من واجب الأطباء البيطريين علاج تلك الأرواح البريئة التي تعيش بيننا على هذه الأرض وطالها قصف قوات الأسد”.
يقول اليوسف بدأنا عملنا في إدلب بشكل فعلي منذ شهر نيسان الماضي، لكن مؤخراً لاقى عملنا رواجاً أكبر واستقبلنا أعداداً كبيرة من الحيوانات وتطور المشروع، إذ لاقى القبول من محبي الحيوانات نتيجة الخدمات التي يتم تقديمها في المحمية ناهيك عن العلاجات التي قدمناها للحيوانات المصابة بالقصف،
يقسم اليوسف نظام الرعاية في المشروع إلى قسمين: رعاية وعلاج الحيوانات وإعادتها إلى أصحابها، والقسم الآخر ممن تعرض لبتر أو شلل أو عمى، حيث يتم الحفاظ عليه ضمن محمية لرعاية الحيوانات والاستمرار بتقديم الخدمات المعيشية له بسبب عجز أصحابه عن الاعتناء به.
يتواجد في المحمية عشرين نوعاً من الحيوانات أبرزها القطط والكلاب و الخيول والحمير والأغنام، وتم تقسيم المحمية بحسب الفصيلة إلى عدة أقسام حتى لا تؤذي بعضها البعض.
يعمل ضمن المحمية بين خمسة إلى عشرة شبان بحسب ضغط العمل وأعداد الحيوانات المتواجدة، جميعهم يعمل بشكل تطوعي، و تحصل المحمية على المساعدات العينية والأدوية من متبرعين ومحبي الحيوانات مقابل تقديمها لتلك الخدمات والعلاج بشكل مجاني.
تعتبر القطط أكثر الحيوانات انتشاراً في المحمية إذ يتواجد نحو مئتين وخمسين قطاً يقدم لها الغذاء والمأوى والعلاج، وتستقبل المحمية أي قط شارد أو مصاب ليتم علاجه وتلقيحه باللقاحات اللازمة قبل طرحه بين رفاقه.
لا تسمح المحمية بمنح أحد الحيوانات لعائلة ما بقصد تربيته، دون أن نعرف الأسباب الأساسية لهذا المنع.
يواجه الفريق مجموعة من الصعوبات أثناء عملهم، تكمن بطبيعة التعامل مع الحيوان والأمراض المتنوعة التي قد يصاب بها، إذ يصعب تأمين اللقاحات الخاصة ببعض الأمراض، كما شكل غياب المخبر البيطري عاملاُ مهماً في معوقات العلاج، ناهيك عن غياب الأدوات الطبية التي تساعد في تشخيص بعض الأمراض مثل جهاز الأشعة xr لتحديد مكان الشظية داخل الجسم أو مكان الكسر الذي تعرض له الحيوان، ما يؤدي لموت بعض الحيوانات دون القدرة على علاجها.
يعمل عناصر المحمية على إجراء عمليات الخصي لبعض الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب بهدف منعها من التكاثر وازدياد أعدادها بشكل كبير، وبهدف من انتشار الأمراض التي قد تظهر بعد تقدم الحيوان بالسن أما بالنسبة للحيوانات الداجنة فلا مشكلة في تكاثرها.
لاقى انتشار صور المحمية على الإنترنت ردات فعل متباينة ما بين مشجع لهذا المشروع ومنتقد له، إذ يرى منتقدوه أن آلاف المهجرين بالخيام أحق بالحصول على الأموال المصروفة على مثل هذه المشاريع في حين رأى آخرون أنه عمل إنساني يستحق المساندة لاسيما أن العاملين به يعملون بشكل تطوعي ويقدمون الخدمات التي يتقنوها.