فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

صورة تعبيرية لـ التعليق الصوتي -إنترنيت

في التعليق الصوتي  .. لا تكفي “الملَكة” لصناعة مدرب

فاطمة حاج موسى

يبحث إعلاميون عبر الفيس بوك عن إعلان لدروة تدريبية في التعليق الصوتي يستطيعون من خلالها صقل “موهبتهم” بقراءة التقارير التي يعملون عليها. يقول من تحدثنا معهم إن دورات كثيرة تظهر […]

يبحث إعلاميون عبر الفيس بوك عن إعلان لدروة تدريبية في التعليق الصوتي يستطيعون من خلالها صقل “موهبتهم” بقراءة التقارير التي يعملون عليها.

يقول من تحدثنا معهم إن دورات كثيرة تظهر أمامه في كل يوم، جميعها تعتمد خاصية التعلم عن بعد، لكنهم يدققون في أسماء المدربين بحثاً عن الفائدة، خاصة وأن المجال بات مفتوحاً للتدريب دون ضوابط معينة.

عالم الانترنيت يقدم خدمة التدريب في المجالات كافة، ويقدم القائمون على هذه الدورات شهادات حضور أو إنهاء للدورة. لكن المدة القصيرة والمنهج التعليمي ومدى إتقانه من قبل المدربين يقلل من أهمية دورات تتحول إلى أوراق مطبوعة في “السي في”. بينما يكتسب المتدربون من دورات أخرى خبرات تضاف إلى ما يمتلكونه. وتبقى الدورات التي تعتمد الحضور الفيزيائي أكثر فائدة وتفاعلاً.

موهوبون وليسوا مدربين

لم تكمل سلوى عبد الرحمن (وهي صحفية تعمل في عدد من المواقع الالكترونية) الجلسة الأولى من تدريب اختارته عبر الانترنيت في التعليق الصوتي .تقول إن “الأخطاء اللغوية وضعف القدرة على إيصال المعلومة بشكلها السلس والصحيح” هو ما دفعها للانسحاب من الدروة التدريبية.

وتضيف سلوى أن “أسلوب المدرب وتجاربه العملية” ركن مهم في التدريب. تخبرنا أنها تحدد ذلك من دورات عديدة اتبعتها خلال سنوات عملها.

وترى أن خبرة المدربين في منصات تعنى بالصحفيين السوريين تتفاوت بين شخص وآخر، وتقسمهم إلى “مدربين امتهنوا التعليق الصوتي بعد خضوعهم لتدريبات واكتسابهم خبرة عملية. مدربين أكاديميين. مدربين طوروا خبراتهم من العمل في جهات إعلامية لسنوات طويلة. مدربين يجهلون فن التعليق الصوتي. الفئة الأخيرة يظهرون ويغيبون سريعاً”.

وتقول لانا العمر “صحفية” أن مدربي التعليق الصوتي يتوجب عليهم تطوير أدائهم لجذب المتدربين، كذلك الإلمام بكل ما يتعلق بهذه التدريبات أكاديمياً، إضافة للغة السليمة وخامة الصوت الجيدة.
ويرى محمد كرم ياسين (خريج معهد الإعلام في إدلب) أن “السنوات الطويلة من العمل في مجال التعليق الصوتي ليس بالضرورة أن تخلق مدرباً”، ولا يكفي، بحسب هدى بلال “صحفية”، ما يحمله المدرب من شهادات، لكنه يحتاج إلى تعلم مهارات التدريب والتواصل ورسم خطة واضحة بعيداً عن التكرار والتلقين لجذب انتباه المتدربين وتفاعلهم.

ويصف مدرب التعليق الصوتي همام حبيب هذه الفئة بقوله “تذبذب قبل أن يتحصرم” أي أنه ما يزال في بداية مشواره التعليمي ومن المبكر أن يتحول إلى مدرب. فهم بحاجة إلى مزيد من العمل لوجود تكلف وتصنع بطبقات أصواتهم وبعض التكتيكات المتعلقة بالصوت وهي أخطاء لا يقع فيها من لديه صفة المدرب.

تدريبات تترك أثرها

يقول محمد كرم ياسين إنه خضع لواحدة من الدورات التدريبية ليتمكن من التعليق على مشروع تخرجه. يخبرنا أن المدرب كان من أصحاب الخبرة الطويلة وأنه قدم للمتدربين معلومات ساعدتهم في تجاوز أخطائهم وتحسين أدائهم. وهو ما لمسه برضا المدرسين في المعهد عن مشروع تخرجه وقلة الملاحظات على تعليقه الصوتي.
تعتمد سلوى على متابعة القنوات التلفزيونية لاكتساب خبرة في التعليق الصوتي، خاصة فيما يتعلق بأماكن التوقف والتلوين وطريقة القراءة وتنوع أساليبها. وتقول إنها كانت تجد صعوبة بالتعليق على تقاريرها المصورة وتخطئ بلفظ بعض الحروف، لكنها تمكنت من تجاوزها عبر التدريب المستمر.

وعن مستوى التدريبات في مجال التعليق الصوتي يرى “حبيب”  أن التدريبات في الداخل السوري “جيدة لكن المواد التدريبية المعتمدة لمدربين آخرين وليست جهوداً ذاتية للمدرب. وقد يتعرض المدرب خلال التدريب لأسئلة من خارج المادة العلمية التي يقدمها ولن يستطيع الإجابة عليها إلا المدرب المتمكن”.

تقول لانا العمر “إعلامية” إن أيام التدريب بمجال التعليق الصوتي غير كافية للتعلم وإن تلك التدريبات تتم على عجل، لكنها مع ذلك استطاعت بمساعدة المدرب تحسين أدائها بالتعليق على تقاريرها وعملت مع عدة جهات.

“أحمد بنشي” طالب إعلام في الجامعة الدولية للعلوم والنهضة” يقول: أي فرد يمكنه أن يكون مدرباً طالما يمتلك العزيمة والإصرار. لكنه يحتاج لعمل وتمارين ومثابرة حتى يحترف التعليق وبذلك تكون لديه أعمال تجذب المهتمين وبعد اكتسابه خبرة يمكنه أن يكون مدرباً محترفاً!

المدرب الناجح ومحاور التدريب

“لا يكفي الصوت لصناعة مدرب ناجح” برأي “حبيب” بل يجب أن يكون لدى المدرب تجارب بمجال التعليق الصوتي ، وإتقاناً للفنون  الصحفية، فـ “جميع الأصوات جميلة إذا خلت من عيوب الصوت، و هناك فرق شاسع بين القراءة والأداء”.

ويجد حبيب أنه من حق كل متدرب أن يسأل عن المدرب وعلى الأخير التعريف بنفسه وخبراته.
يتلقى المتدربون ضمن هذه الدورات أربع إلى ست محاور حول ” طريقة التنفس، مخارج الحروف، النبرة، طبقات الصوت، السلم الموسيقي، التسطير”.

يحمّل حبيب الجهات الداعمة مسؤولية انتشار المدربين المبتدئين، وتقدم كثير من الجامعات شهادات لمدربين غير مؤهلين، ويرى أنه ينبغي على تلك الجهات إجراء فحوصات للمدرب لاكتشاف إن كان قادراً على التدريب أم لا.

ويضيف حبيب “يجب على المدرب ن يتمتع بأخلاقيات المهنة”. ويرى أن كل مدرب سيأخذ فرصته من خلال نجاحه وتنمية مهاراته، وعليه أن يبدأ بالطريقة الصحيحة. وأن “المتدربين هم من يصنعون اسم المدرب من خلال تفاعلهم وما استطاعوا كسبه خلال فترة التدريب”.

يعرف التعليق الصوتي بالإنكليزية (Voice-over) أو التعليق بعيداً عن الكاميرا والمسرح وهو أسلوب روائي يستخدم صوت ليس جزء من السرد أو القصة في الإذاعة والتلفزيون وصناعة الأفلام المسرح وكرة القدم أو العروض، وعادة يقرؤ التعليق الصوتي من خلال نص مكتوب مسبقاً يقرأه شخص بمكان آخر غير مكان الحدث تكون لديه موهبة الأداء الصوتي، يوضع على الفيلم لشرح مثل الأفلام الوثائقية أو التقارير الإخبارية وألعاب الفيديو والإعلانات والأماكن السياحية.