سعى عدد من السكان في إدلب لتشكيل حملات طارئة وفرق إغاثية تطوعية بهدف تأمين بعض الاحتياجات للوافدين الجدد، بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي أدت إلى نزوح ما يزيد عن مليون شخص من أرياف إدلب وحلب، والتي تسببت بأزمة إنسانية كبيرة في ظل ضعف الاستجابة من قبل المنظمات الإنسانية نتيجة الأعداد الكبيرة للوافدين وتراجع الدعم المقدم من قبل المانحين، إذ تقدر نسبة الاستجابة الحالية بـ ٣.٤٪ من الاحتياجات بحسب منسقو الاستجابة.
تقدم هذه الفرق، بإمكانياتها المتواضعة، بعض المواد الغذائية ووقود التدفئة، كما تعمل على تأمين بعض المنازل والخيام والأغطية للوافدين، معتمدة على التمويل الذاتي وبعض التبرعات، من هذه الفرق “سواعد وطن” وهو فريق تطوعي أسس من قبل مجموعة من الشبان المتطوعين في العام ٢٠١٦، ويهدف إلى دعم المشاريع التنموية البسيطة بحسب عبد المؤمن علايا (مدير الفريق) الذي قال إن المتطوعين في الفريق خضعوا لتدريبات مختلفة في شتى المجالات، ويعملون حالياً لتقديم المساعدة كل في اختصاصه، إضافة لتقديم مساعدات إنسانية طارئة، ناهيك عن الأنشطة التعليمية والترفيهية للأطفال.
“لميس الحمدو” متطوعة بسواعد وطن قالت لفوكس حلب إن الفريق يقوم بالتواصل مع الأشخاص للحصول على التبرعات بعد التعريف بعملهم، ومن ثم يقوم كل ثلاثة متطوعين بجولات تستهدف الوافدين الجدد الذين يسكنون في المدارس والمخيمات، وتقديم الألبسة ومواد التدفئة والمدافئ ووجبات الطعام لهم، كما يقوم إعلامي الفريق بتوثيق هذا العمل.
كذلك يعمل فريق “إدلبيون” والذي نشأ بداية كصفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تهتم بنقل الجوانب الإيجابية في الشمال السوري، كـ “منصة لتأمين الدعم للوافدين”، بحسب إبراهيم زيدان (مدير الفريق) الذي قال إن الفريق يعتمد على التبرعات لتخديم بعض احتياجات الوافدين، خاصة الألبسة والخبز والسلال الغذائية للساكنين في مراكز الإيواء.
ويضيف الزيدان إن أولوية الدعم في الفريق تقدم للأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة بعد التقصي عن الحالات وتحديد الأولويات، ويتم تلقي الدعم بشكل مباشر أو عبر رابط قدمته للفريق منظمة بنفسج.
محمد علوش (متطوع في فريق إدلبيون) قال لفوكس حلب إنه وخلال حملة النزوح الأخيرة تم توجيه عمل الصفحة لتسليط الضوء على حياة الوافدين واحتياجاتهم وإطلاق عدة حملات لمساعدتهم منها حملة (لأنكم أهلنا) والتي رافقت النزوح الأخير للمدنيين من قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، وتم التركيز على المخيمات المهمشة والبعيدة وتقديم المساعدة لسكانها، إضافة لنشاطات ترفيهية للأطفال ودعم نفسي لهم.
فريق “غيث التطوعي” والذي تشكل مؤخراً باتفاق مجموعة من الشباب لتقديم المساعدة للوافدين بجهود فردية، بسبب الضغط الكبير على المنظمات، هو أحد هذه الفرق التطوعية، يقول فراس بركات (أحد مؤسسي الفريق) إن فريق غيث يضم ٣٥ متطوعاً استطاعوا خلال الفترة الماضية تأمين الدعم لنحو ١٥٠٠ شخص، ضمن حملة الاستجابة الطارئة، كالخيام والعوازل المطرية ومواد التدفئة التي يحصل عليها الفريق من خلال التواصل مع المنظمات والمجموعات وتبرعات الأشخاص.
ومن ضمن الحملات التطوعية “حملة سند” التي بدأت على شكل مجموعة في الفيس بوك لتقييم عمل المطاعم، لتبدأ بمبادرة شراء الوجبات الجاهزة للعائلات التي لا تملك ثمنها.
ويقول “سراج الباشا” أحد مؤسسي حملة سند إنهم يقومون بشراء وجبات الطعام تقديمها للعائلات، ويكمل “بدأنا بمتطوعين اثنين ثم انضم إلينا آخرون لمساعدتنا بالتوزيع”، ويحصل الفريق على الوجبات من تبرعات المطاعم من وجبات الطعام الفائض بعد ترتيبها وتحضيرها من جديد، كذلك من تبرعات يقدمها بعض الأشخاص لحملة سند بالإضافة إلى النقود التي توضع في صناديق التبرع التي وزعها الفريق في المطاعم الكبيرة والتي تستخدم لشراء الوجبات وتوزيعها.
يتألف فريق حملة سند الأساسي من خمسة أشخاص، إضافة لوجود الكثير من المساهمين، بحسب الباشا الذي قال إن الفريق “يستهدف بشكل أساسي من لا يستطيع شراء الوجبات سواء كان من الوافدين أو من أهل المدينة، ويقدم يومياً وجبات لنحو خمس عائلات”، إضافة لتقديم بعض مواد التدفئة والمنازل من قبل بعض الأشخاص الذين يتواصلون مع الفريق،
وعن آلية العمل يقول الباشا نوزع الوجبات يومياً عدا يوم الجمعة، نشتري من مال الصناديق وجبات نوزعها على المنازل، ونقدم لكل عائلة وجبة كل يومين وفق برنامج محضر للعائلات مع الخبز.
تشكل هذه الحملات التطوعية وغيرها من الحملات الكثيرة التي انتشرت في المنطقة رديفاً مهماً لعمل المنظمات الإنسانية للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية الواقعة على الوافدين، وإن كانت خدماتها المحدودة لا تشكل حلاً، إلا أن لسان حال فرقها تقول “بحصة بتسند جرة”، ولكل دوره الذي يساهم فيه أياً كان صغيراً أو كبيراً.