فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

“مرافق صحية تحت النار: مشفى الإخلاص”  “تحقيق يتناول استهداف مشفى بالغارات الجوية”

فريق التحرير

  تحقيق مشترك: الأرشيف السوري وفوكس حلب حول الحادثة الموقع: ادلب: شنان الهدف: مستشفى الإخلاص للنساء والأطفال، والذي كان حتى نوفمبر 2018 مدعومًا من قبل كلّ من منظمة Syria Relief و World Vision، […]

 

تحقيق مشترك: الأرشيف السوري وفوكس حلب

حول الحادثة

  • الموقع: ادلب: شنان
  • الهدف: مستشفى الإخلاص للنساء والأطفال، والذي كان حتى نوفمبر 2018 مدعومًا من قبل كلّ من منظمة Syria Relief و World Vision، ويدعمه الآن اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة (UOSSM).
  • المستفيدون: يستقبل المستشفى ما يقارب 4500 إلى 5000 مريض شهريًا وفقًا لما ذكره مديره الدكتور زهير القراط في مقابلة معه. كما يقدم الخدمات الطبية لنحو مئة ألف امرأة وطفل؛ نظرًا لكونه المشفى التخصصيّ الوحيد ﻷكثر من 15 قرية محيطة.
  • التاريخ: 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019
  • التوقيت: وقع الهجوم بين الساعة 1:00 وحتى 1:30 صباحًا، وذلك وفقًا للمقابلات التي أجراها فريق تحقيقات الأرشيف السوري مع موظفي المستشفى والشهود المدنيين بعد تسع ساعات من الهجوم. تم التأكد من التوقيت المحدد من خلال التقارير والوسائط مفتوحة المصدر المنشورة على الإنترنت من قبل وسائل إعلام محليّة، مديرية الصحة في إدلب، سامز، وUOSSM، بالإضافة إلى بيانات رصد الطيران.
  • الضحايا: أصيب ثلاثة أفراد من كادر المشفى الطبي بشكل طفيف نتيجة للهجوم، من بينهم المخبريّ أحمد السعيد، وذلك وفقًا لمقابلات أجراها فريق التحقيقات مع مدير المستشفى. كما أُكد عدد الضحايا في تقارير صحفية نشرتها إدارة الدفاع المدني السوري، مديرية الصحة في إدلب، وحلب اليوم.
  • نوع الهجوم: غارتان جويّتان أُطلق فيهما أربعة صواريخ.
  • الذخائر المحدّدة: غير معروف.
  • المسؤول المحتمل: القوات الجوية الروسية. أفادت مديرية الصحة في إدلب أن طائرة روسية أطلقت صواريخ على المستشفى، وهو ما يطابق تحليل بيانات رصد الطيران.

حول المستشفى

صورة لمشفى الإخلاص قبل الهجوم، نشرتها بلدي للأنباء.

أُنشئ مستشفى الإخلاص عام 2017، ويضمّ قسمي النسائية والأطفال موزّعَين على طابقَين. يحتوي قسم الأطفال ست حواضن وستة أسرّة. فيما يحتوي قسم النسائية على غرفة عمليات بالإضافة إلى عيادة نسائية، وتُجرى فيه عمليات الولادة الطبيعية والقيصرية.

صورة نشرها موقع العربي لغرفة الحواضن في المشفى عقب الهجوم.

صورة التقطها فريق التحقيقات لإحدى غرف المرضى عقب الهجوم.

بالإضافة إلى قسمي النسائية والأطفال، يضم المستشفى عيادة داخلية تستقبل المرضى في يومَين أسبوعيًا، ومركز لقاح للأطفال من عمر يوم واحد وحتى خمس سنوات، ومخبرًا لكافة التحاليل الطبية الرئيسية، وصيدلية تؤمن المستلزمات الطبية والدوائية للمنشأة. يعمل في المشفى 50 موظفًا من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين. جميع الخدمات المقدّمة في المستشفى مجانية.

المستفيدون من المستشفى

يخدم المرفق الطبي عددًا كبيرًا من السكان في المناطق المحيطة نتيجةً لموقعه النائي، كما يتضح أدناه. وفقًا لمقابلة مع مديره الدكتور زهير القراط، يقدم المشفى خدماته لحوالي مئة ألف امرأة وطفل من البلدات المجاورة، حيث يُعالج فيه ما يقارب 4500 وحتى 5000 مريض شهريًا.

موقع المستشفى

صورة من Google Earth Pro تظهر موقع بلدة شنان والبلدات والقرى المجاورة.

يتمركز مستشفى الإخلاص في قرية شنان، الواقعة في منطقة جبلية وعرة على بعد حوالي 22 كم جنوب مدينة ادلب و 11 كم شمال معرة النعمان. تبعد المنازل أكثر من كيلومترين عن المنشأة ولا توجد قواعد عسكرية في الجوار، كما هو موضح في مقاطع الفيديو التي التقطها فريق التحقيقات، وهو ما يؤكد الاستهداف المباشر والمتعمد للمستشفى من قبل الطيران الحربي.

صورة من مقطع فيديو ملتَقط من قبل فريق التحقيقات تظهر المنطقة المحيطة بالمشفى.

تم التثبّت من موقع المستشفى الجغرافي من قبل الأرشيف السوري (وبشكل مستقلّ من قبل الشبكة السورية لحقوق الإنسان)، وذلك باستخدام الوسائط الملتقطة من قبل فريق التحقيقات وصور الأقمار الصناعية.

تحديد الموقع الجغرافي للمنشأة من خلال صور الأقمار الصناعية من Google Earth Pro وصور مُلتقطة من قبل فريق التحقيقات.

هجمات سابقة على المنشأة

صورة نشرتها منظمة UOSSM للمستشفى بعد استهدافه في 17 أبريل 2017 (يسارًا)، وصورة للمستشفى بعد هجوم 6 نوفمبر 2019 (يمينًا). لحقت بالمرفق أضرار داخلية وخارجية على نطاقٍ أوسع نتيجة لهجوم 6 نوفمبر.

إضافة إلى استهدافه المتعمد في 6 نوفمبر 2019، قُصف المشفى بثلاثة صواريخ في 17 أبريل 2017، حيث شُنّت الغارة الجوية عليه بعد ثلاثة أشهر من إنشائه. وكان فريق تحقيقات الأرشيف السوريّ قد نشر تحقيقًا مفصًلا عنه عام 2017، وفيه تمّ التثبّت من مقاطع فيديو وصور حول الهجوم، إضافة إلى موقع المشفى وتحليل بيانات رصد الطيران المتعلّقة بالحادثة.

أدى ذلك الهجوم إلى إصابة ما لا يقل عن خمسة من موظفي المستشفى فضلاً عن أحد أفراد الدفاع المدني، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن UOSSM. تظهر المنشورات على صفحة الدفاع المدني على فيسبوك صورة عضو فريق الدفاع المدني المصاب إضافة إلى الأضرار الخارجية التي لحقت بالمنشأة الطبية. كما أظهرت مصادر أخرى أضرارًا داخلية لحقت بالمرفق. رُمّم المستشفى بعد الهجوم الأول بسرعة واستأنف استقبال المرضى حتى هجوم 6 نوفمبر 2019، والذي أخرجه عن الخدمة.

ماذا حدث ومتى؟

صورة التُقطت للمشفى بعد 9 ساعات من الهجوم بواسطة فريق تحقيقات الأرشيف السوري.

وفقًا للمقابلات، الصور ومقاطع الفيديو المُلتقطة من قبل فريق تحقيقات الأرشيف السوري عقب تسع ساعات من الهجوم، وبناءً على الوسائط مفتوحة المصدر حول الحادثة؛ فإنّ مشفى الإخلاص للنساء والأطفال قد استُهدف مباشرةً في 6 نوفمبر 2019 بأربعة صواريخ شديدة الانفجار. سقط اثنان منها على مسافة 20 متراً جنوب شرق المشفى قرابة الساعة 1:00 صباحًا، فيما سقط الآخران على بعد نحو متر واحد عن غرفة العمليات النسائية في الساعة 1:20 صباحًا.

الحفرة جنوب شرق المشفى حفرة على بعد متر واحد عن المشفى

يسارًا، تظهر الصورة الحفرة التي أحدثها صاروخان سقطا على بعد 20 مترًا جنوب شرق المستشفى في الساعة 1:00 صباحًا. يمينًا، تظهر الصورة الحفرة الناجمة عن سقوط صاروخين على بعد متر واحد عن غرفة العمليات النسائية بالمستشفى في الساعة 1:20 صباحًا. التُقطت الصورتان من قبل فريق التحقيقات

صورة تظهر مواقع الحفر في جانب المشفى الجنوبي

وفقاً لمدير المستشفى د.زهير القراط؛ أخلى الدفاع المدني السوري المستشفى من كوادره الطبية والمرضى بعد دقائق من سقوط أوّل صاروخين. أكد اثنين من طاقم الطبي في المشفى، في مقابلة أجريت معهما، أن المشفى كان يعمل بصورة طبيعية قبل سقوط الصواريخ الأولى، وكان يضمّ 16 شخصًا بينهم 12 من كادر المشفى الطبّي وطفلان مع أمهاتهم. كما أشارا إلى شيوع حالة ذعر بين المرضى والكادر نتيجة للهجوم الأول، ما دفع إلى إخلاء الموقع تحسبًا لهجوم لاحق، والذي وقع بعد حوالي (10-20) دقيقة في الساعة 1:20 صباحًا. ادّعى د.زهير قراط مدير المستشفى أن استهداف المنشأة في 6 نوفمبر 2019 نُفّذ من قبل طائرتين روسيتين.

لقطة من تقرير مصوّر نشره فريق الدفاع المدني السوري بعد استهداف المشفى مباشرة. تظهر هذه اللقطة نشوب النار في المنشأة بعد فترة قصيرة من استهدافها بالصواريخ.

أسفر الهجوم على المشفى، الواقع ضمن مناطق خفض التصعيد، عن إصابة ثلاثة من طاقمه الطبي. ونُفّذ الهجوم بعد اتفاق وقف إطلاق النار المُبرم في أغسطس الماضي من قبل الروس، والمتعلّق بوقف إطلاق النار في المنطقة لمدة شهرين. رغم ذلك، دُمّر حوالي 80% من المعدات الطبية والبنى التحتية للمشفى بشكل كامل جرّاء الهجوم، وفقًا للدكتور القراط، كما أضحت غرفة العمليات النسائية وغرفة الحواضن تحت الأنقاض. إضافة إلى ذلك؛ تضررت المعدات المخبرية والصيدلية بشكل كبير نتيجة للاستهداف. وأكد القراط أن المشفى تعرّض لأضرار غير قابلة للإصلاح، علاوة على خروجه عن الخدمة.

تقارير وكالات الأخبار المحلية:

في الصباح التالي للهجوم، نشرت كل من وكالة ستيب و فريق الدفاع المدني في ادلب مقاطع فيديو تصورّ وقوع الغارة الجوية في منتصف الليل. كما يُظهر مقطع الفيديو المنشور من قبل الدفاع المدني وصول أوائل المستجيبين إلى المشفى ونشوب الحرائق فيه، وتقييمهم للأضرار الداخلية التي لحقت به. توثّقَ فريق تحقيقات الأرشيف السوري من موقع المستشفى (كما هو موضح أعلاه) وطابق الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة للمكان مع صور الأقمار الصناعية للموقع الجغرافي ذاته. أكّد كل من مقطع الفيديو المنشور من قبل الدفاع المدني السوري، تقارير سامز ومديرية صحة ادلب استهداف المستشفى بغارة جوية روسية في الساعة 1:30 صباح 6 نوفمبر 2019.

بعد ساعات من الهجوم؛ نشرت مديرية صحة ادلب مقطع فيديو على يوتيوب يظهر الدمار اللاحق بالمشفى. وأكد أحد العاملين في المنشأة أن غارات جويّة شُنّت بين الساعة 1:00 وحتى 1:30 صباحًا، واستهدفت المشفى بأربعة صواريخ. كما ضمّ الفيديو مقابلة أُجريت مع مدير المشفى، أكّد فيها توقيت الهجوم وأعداد المصابين من أفراد الطاقم الطبي.

أحد أعضاء المشفى، الذين قابلتهم قناة مديرية صحة ادلب، يحمل قطعة معدنية ادعى أنها من بقايا الصاروخ الذي استهدف المنشأة.

إضافة إلى مقاطع الفيديو التي أُُشير إليها أعلاه، نشرت UOSSM بيانًا حول الهجوم، ينصّ على وقوعه في الساعة 1:30 صباحًا، وتسبّبه في ثلاث إصابات بين أفراد الطاقم الطبي. كما أشار التقرير إلى أن أضرارًا جسيمة قد لحقت بالمشفى وأن بنيته التحتية دُمّرت، واصفًا الاستهداف المباشر والمتعمّد للمنشأة بجريمة حرب.

وكانت أولى الوسائط المشيرة للهجوم هو ما نشره محمد فتح الله على صفحته على فيسبوك في الساعة 1:32 صباحًا، بعد الحادثة بوقت قصير، حيث ذكر أنّ مشفى شنان استُهدف بالصواريخ. بعدها بقليل، في الساعة 1:59 نشرت صفحة الجزيرة-سوريا على فيسبوك خبرًا حول تنفيذ هجوم من قبل طائرات حربية روسية نقلًا عن مراصد المعارضة. في الساعة 2:29 صباحًا، نشرت صفحة “شنان اليوم” على فيسبوك مقطع فيديو يُفترض أنه يصوّر لحظة استهداف المشفى.

صورة نشرتها مديرية صحة ادلب تظهر الأضرار اللاحقة بالمشفى بعد الهجوم

تلت منشورات ليلة الهجوم منشوراتٍ أخرى بواسطة مديرية صحّة ادلب وذلك في الساعة 8:49 صباحًا، مرفقةً بصور توضح حجم الأضرار بالإضافة إلى بيان يؤكّد توقيت الغارة.

كما نشرت وسائل الإعلام حلب اليوم و قناة أورينت تقارير مصورة عن الهجوم في الساعة 10:44 صباحًا و 12:08 مساءً على التوالي. حيث أكّد مراسلوهم الهجوم على المنشأة أثناء استعراض الأضرار التي لحقت فيها. مجددًا، أكّد الدكتور زهير القراط مدير المستشفى وقوع الهجوم وتوقيته في مقابلة مع راديو الكل رُفعت على الإنترنت في حوالي الساعة 12:00 ظهراً.

مقطع فيديو نشرته قناة تلفزيون أورينت على فيسبوك لمراسلها في موقع المستشفى عقب يوم من الحادثة

أخيرًا، نشر الدفاع المدني السوري و سامز إفاداتٍ، صورًا وتقارير حول الاستهداف تعزّز توقيت الحادثة وعدد الإصابات.

تحليل الدمار:

صورة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات للأضرار الداخلية للمستشفى

وفقًا لما وثّقه فريق تحقيقات الأرشيف السوريّ، وما تعزّزه الوسائط مفتوحة المصدر، فقد لحقت بمشفى الإخلاص أضرار جسيمة داخليًا وخارجيًا ناجمة عن استهدافه مباشرة بأربعة صواريخ، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة نتيجة للدمار الواسع الذي طال المنشأة وبنيتها التحتية.

الأضرار الخارجية:

لحقت بمشفى الإخلاص أضرار خارجية واسعة نتيجة لاستهدافه بأربعة صواريخ سقطت على بعد 20 مترًا وعلى بعد متر واحد من المنشأة، كما هو موثّق من قبل فريق التحقيقات بعد تسع ساعات من الهجوم. تضررت الجهة الجنوبية الشرقية من المشفى بشدّة نتيجة للصواريخ التي سقطت على بعد متر واحد منه. حيث تدمّرت الجدران الحجرية والإسمنت بشكل كامل وكُشفت غرف المشفى كليًا. إضافة إلى انهيار أجزاء من المبنى نظرًا لجسامة الأضرار الناجمة عن الصواريخ.

صورة من مقطع فيديو مُلتقط من قبل فريق التحقيقات تُظهر الحفرة الناجمة عن الغارة الجوية الثانية حوالي الساعة 1:00 صباحًا، والتي تبعد حوالي متر واحد عن المشفى.

صورة نشرتها وكالة زيتون تظهر الجانب الجنوبي للمشفى بعد الاستهداف

في الجهة المعاكسة، دُمرت سيارة مركونة شمال المبنى، إضافة إلى فجوات واسعة في الجدران الفاصلة بين جوانب المشفى.

صورة من مقطع فيديو مُلتقط من قبل فريق التحقيقات تُظهر سيارة مدمّرة مركونة في الجهة الشمالية للمشفى.

رغم أن الجانب الشرقي من المشفى يُعتبر الأقلّ تعرضًا للدمار، إلا أن جدرانه تبدو متهالكةً مع تساقط المعدات من فجواتها. إن الأضرار الخارجية غير القابلة للترميم، إضافة للدمار الداخليّ، تبدّد أي احتمال لمعاودة المستشفى نشاطه مستقبلًا.

الأضرار الداخلية

داخليًا، دُمرت غالبية غرف الطابقين الأول والثاني أو تعرضّت لدمار جسيم، بما في ذلك الصيدلية. تُظهر الصور ومقاطع الفيديو المُلتقطة من قبل فريق التحقيقات أن غالبية الأدوية والمعدات الصيدلية تلفت وأضحت تحت الأنقاض، كما انهار أحد جدران المكتب. إضافة إلى الصيدلية، احترقت غرف المشفى بسبب النيران. تُظهر مقاطع الفيديو والصور تشققات واسعة في الجدران، أدوات محترقة، وجدران سوداء بسبب الدخان واللهب في غرف المستشفى المتأثرة بالحرائق. كما هو الحال في الطابق الأول، يبدو الطابق الثاني للمشفى ممتلئًا بالركام الناجم عن الاستهداف، كما تظهر فجوات في جدرانه التي انهار بعضها في عدد من الغرف. أدى تلف الأدوية والمعدّات وانهيار الجدران إلى خروج المشفى عن خدمة المناطق المحيطة به.

صيدلية المشفى 1 صيدلية المشفى 2

صورة ملتقطة من قبل فريق التحقيقات لقسم الصيدلية. دمّر الاستهداف مخزون الأدوية في المشفى وأحد جدران الصيدلية

صورة لدرج في المشفى مُلتقطة من قبل فريق التحقيقات

صورة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات تُظهر غرفة مدمّرة في الطابق الأول

صورة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات تُظهر غرفة في الطابق الأول دمّرتها الغارات الجوية ثم احترقت نتيجة النيران

تحليل بيانات الطيران

بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من الوسائط مفتوحة المصدر أعلاه مع الوسائط المقدمة من فريق التحقيقات وبيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة. استلزمت هذه العملية رصد وتحليل بيانات الطيران في محيط حلب وادلب في السادس من نوفمبر 2019، قبل الساعة 1:00 – 1:30 وبعدها.

ابتداءً من حوالي الساعة 1:00 و 1:11 صباحًا، شوهدت طائرة روسية ثابتة الجناحين تحلق غرب قرية جرجناز، والواقعة جنوب شنان بحوالي 20 كم. ثم شوهدت طائرة روسية ثابتة الجناحين تحلق فوق كفرنبل، جنوب غرب شنان بحوالي 14 كم، وذلك في الساعة 1:13 صباحًا. بعد ذلك بقليل، ما بين الساعة 1:17 وحتى 1:28 صباحًا، شوهدت طائرة روسية ثابتة الجناحين تحلّق فوق البلدات المجاورة لمعرّة النعمان. بعد الغارات الجوية التي شُنّت بين 1:00 وحتى 1:30 صباحًا؛ رُصدت طائرة من دون طيّار تحلّق فوق جبل الزاوية، بلدة تقع على بعد 9 كم غرب شنان، في الساعة 1:44 صباحًا. بالنظر إلى ما خلصت إليه تحقيقات سابقة إلى أن الطيران الدائري في سماء مناطق الحرب عادةً ما يُشير إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك، فإن الدوران الذي قامت به طائرة روسية ثابتة الجناحين فوق القرى المجاورة لشنان يؤكد التوقيت المقدر للهجوم كما ورد في المقابلات التي أجراها فريق التحقيقات.

رغم أن هذه البيانات تتطابق مع تقارير منظمات حقوق الإنسان بأن منفذ الهجوم هو القوات الجوية الروسية؛ إلا أنه لا يوجد دليل مباشر على ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الهجوم على شنان. مع ذلك، فإن تحليق الطائرات فوق البلدة والمناطق المجاورة يزيد من احتمال وقوع هجوم جوي على المستشفى في التوقيت المحدد، والذي تم تأكيده عبر الوسائط مفتوحة المصدر والمُبلغ عنه من قبل فريق تحقيقات الأرشيف السوري.

خاتمة:

عبر تحليل ما وثّقه فريق تحقيقات الأرشيف السوري من خلال مقاطع الفيديو، الصور والمقابلات، وما نُشر على الإنترنت من وسائط مفتوحة المصدر، بالإضافة إلى بيانات الطيران؛ يمكن التأكيد على أن مشفى الإخلاص في شنان، ادلب تعرض لهجوم في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ما بين الساعة 1:00 وحتى 1:30 صباحًا. حيث استهدفته غارتان جويّتان بأربعة صواريخٍ سقطت على بعد متر واحدٍ و20 مترٍ من المنشأة. دمّر الهجوم المشفى وأخرجه عن الخدمة، إضافة إلى إصابة ثلاثة من العاملين فيه. رغم أنّ إفادات الشهود وبيانات منظمات محلية ادّعت أن الغارات الجوية نُفّذت من قبل القوات الجوية الروسية؛ إلا أنه ونظرًا لمحدودية المعلومات والبيانات مفتوحة المصدر فقد تعذّر على الأرشيف السوريّ التثبّت من مرتكبي الهجوم.