فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

مربى القرع.. حلويات شتوية بأسعار مناسبة

فاطمة حاج موسى

لا تقتصر ربات المنازل على صناعة المربى من اليقطين، تقول أم مصطفى (مهجرة من حلب وتسكن في أريحا) إنها اعتادت طبخ اليقطين مع اللحم واللبن، وشبهت هذا النوع من الطعام بـ “أكلة السفرجلية الشهيرة في المدينة”، كذلك تصنع من اليقطين “مقلى القرع مع البندورة”.

يلفت نظر المارة في أسواق إدلب تصدر ثمار اليقطين بألوانه المختلفة بسطات وواجهات بعض المحلات التجارية، يعرضها أبو أحمد (مالك أحد المحلات) في أحواض زجاجية بعد تقطيعها إلى أشكال هندسية وغمرها بالكلس.

يفرق أبو أحمد بين اليقطين ذي اللون الأحمر والمذاق الحلو، (وهو نوع جديد في أسواق إدلب يأتي من الهند وبلدان آسيا الجنوبية)، ويصلح لصناعة المربيات دون باقي الأطعمة التي يختص بها “اليقطين الأبيض البلدي” والذي يصلح للأمرين معاً.

ويقول أبو أحمد إن إقبال السكان على شراء اليقطين ضعيف هذا العام، ويرجع السبب لغلاء المحروقات خاصة الغاز (وصلت سعر جرة الغاز إلى 8500 ليرة) والسكر (نحو 500 ليرة للكيلو غرام) اللازمان لصناعة المربى، علماً أن أسعار اليقطين “مناسبة” على حد قوله.

يقسم أصحاب المحلات مربى اليقطين ضمن صحون ورقية تزن نحو نصف كيلو غرام، ويبيعونها بسعر 500 ليرة، أما الثمار المقطعة و “المنقوعة” بالكلس لتحافظ على صلابتها وتماسكها فتباع بنحو 250 ليرة للكيلو غرام الواحد.

أبو يوسف (بائع يقطين في المدينة) يقول إن صناعة مربى القرع تمر بعدة مراحل، فبعد تقشير ثماره تقطع ثم تغمر بالكلس لنحو يوم كامل قبل طهوها والذي يحتاج لنحو ثلاث ساعات للنضوج.

وينقص سعر اليقطين الأحمر عن الأبيض بنحو مئة ليرة، إذ يباع الأحمر منه بنحو 200 ليرة، وهو سعر “رخيص” نسبياً مقارنة بالأسعار المرتفعة للمواد الغذائية في المنطقة، إلَا أن كلفة صناعته تحول دون الإقبال عليه، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها السكان.

ويستفيد بائعو اليقطين من بيع بذوره للمحامص ومحلات العطارين، بحسب أبو يوسف الذي قال إنه يعمل في بيع اليقطين منذ عشرين عاماً، واعتاد زبائنه على شراء مؤونتهم من محله، لكنه يصف سوق القرع في العام الحالي بـ “الراكد”، فـ “الغلاء أوقف حركة البيع والشراء.

من اليقطين “أكلات سورية مميزة”

لا تقتصر ربات المنازل على صناعة المربى من اليقطين، تقول أم مصطفى (مهجرة من حلب وتسكن في أريحا) إنها اعتادت طبخ اليقطين مع اللحم واللبن، وشبهت هذا النوع من الطعام بـ “أكلة السفرجلية الشهيرة في المدينة”، كذلك تصنع من اليقطين “مقلى القرع مع البندورة”.

لم تستطع أم مصطفى شراء اليقطين في العام الحالي، فـ “الظروف المالية” لا تسمح لها بذلك على حد قولها، فهناك أولويات أخرى لا يدخل اليقطين والمربيات في سلمها.

لا يستسيغ خالد من سراقب “اليقطين المطبوخ مع البندورة”، وهي من الأطعمة التي كان والده يفضلها على حد قوله، إلا أنه يفضل مربى القرع عن باقي أنواع المربيات، ويرتبط في ذاكرته بجلسات الشتاء في مدينته رفقة الأهل والجيران.

أم أحمد تقول إنها كانت “تموَن القرع” في الثلاجة لتطبخه مثل “الشاكرية”، تبتسم وهي تخبرنا أن هذه الوجبة تحتاج “لقطع من اللحم بحجم قطع اليقطين”، وهو ما منعها من شرائه في العام الحالي.

ويحضر اليقطين في أعراس أبناء جبل الزاوية بريف إدلب، تقول أم محمود إن السكان كانوا يطبخون حبات القرع المقطعة في الأعراس والمناسبات مع اللحم كحساء مع اللبن أو رب البندورة، كذلك كان يستخدم مع عجينة “الكبة” لضمان تماسكها، وأحياناً كان يطبخ مقلياً مع الثوم والبندورة وعصير الليمون، ونسهر على بذوره بعد تنشيفها.

فوائد صحية

اليقطين أو القرع ويعرف علمياً باسم (Cucurbita pepo) غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات، ويعد خياراً مثالياً لخسارة الوزن كونه مصدراً للألياف الغذائية التي تبطئ الهضم وتحفز شعور الشبع لفترات أطول، فكل 100 غم من اليقطين تحتوي على 26 سعرة حرارية وحوالي 7384 ملغم أي تمد الجسم بحوالي 246%من الاحتياج اليومي (RDA ) من هذا الفيتامين ، والكثير من الفيتامينات والمعادن لنمو الجسد والتطور الذهني لأنه مصدر للأحماض الأمينية والدهنية كالاوميغا3، بالإضافة لغناه  بحمض الفوليك المهم لتطور نمو الجنين وحمايته من تشوهات الأنبوب العصبي.