فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

“إحياء تراث الأجداد” فعالية تحيي العراضة والرقص الشعبي في معرة النعمان

“زين زين مكحول العين واللي يعادينا الله عليه”، بتلك اللازمة للعراضة السورية افتتحت فرقة التراث للرقص العربي، يوم الخميس الماضي (الثامن من نيسان 2019)، بمتحف الفسيفساء في خان مراد باشا […]

“زين زين مكحول العين واللي يعادينا الله عليه”، بتلك اللازمة للعراضة السورية افتتحت فرقة التراث للرقص العربي، يوم الخميس الماضي (الثامن من نيسان 2019)، بمتحف الفسيفساء في خان مراد باشا بمدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، فعالية “إحياء تراث الأجداد” بمناسبة يوم التراث العالمي التي نسقت لها منظمة رؤى المستقبل “FVO”.

بـ “السيف والترس والرقصات المختلفة والأهازيج التراثية على أنغام الطبول” بدأت الفعالية بفتح باب متحف معرة النعمان للدخول إلى ساحته التي دُمرت أجزاء كبيرة منها، والمتحف خان أثري بناه مراد جلبي أمين الخزائن السلطانية في الحقبة العثمانية عام 1595 ليكون محطة استراحة وفندقاً وتكية لإطعام المسافرين وأبناء السبيل، كما ورد بالنص الوقفي الذي يعلو قنطرة مدخله الرئيسية.

دقائق مرّت قبل أن ينشد “أبو النصر” مواويل السبعاوي التي بدأها بـ “روحي تفتدي أنا للصبا مع الراي/ وهبوب فوق النسيم الجايب معه الراي/ يبا تاريخ الأدب والمجد حكيتوا عنك معراي يا يااباا..”، والسبعاوي صنف من أصناف الغناء الشعبي يتألف من سبعة أشطر تركز على فكرة أو غاية واحدة، الأول والثاني والثالث والسابع على قافية واحدة؛ والرابع والخامس والسادس على قافية أخرى؛ حيث الثلاثة الأول تسمى المطلع؛ والثلاثة الثانية تسمى العرجة والمقطع الأخير يسمى القفلة أو الطباقة. لتبدأ الفرقتان المشاركتان بتقديم عروضهما.

الأستاذ أحمد جربان (مدير منظمة رؤى المستقبل والمنسق لهذه الفعالية) قال “أحببنا إحياء تراث أجدادنا الذي حاول النظام السوري قتله بشتى الطرق، وخصوصاً متحف معرة النعمان الذي تعرض لشتى أنواع القصف على مدى السنوات الماضية، فحاولنا من خلال الفرق التراثية بعروضهم المميزة أن نثبت للعالم أننا شعب مسالم، ولأن النظام يحاول القضاء ليس فقط على البشر وأيضاً الحضارة والإرث”.

أما عبد الكريم الحمصي (مدير فرقة العراضة والذي شارك مع فرقته بهذه الفعالية) قال “لدى كل عنصر بالفرقة عمله الخاص، لكننا نتدرب بشكل دائماً بصالتنا الخاصة على الرقصات التراثية العربية لإحياء الأعراس والعراضات، والآن شاركنا بيوم التراث العالمي لإحياء تراثنا من جديد”.

محمد مليشو (من سكان مدينة المعرة الذي كان يعمل فرواتي سابقاً، وساهم بتدريب أطفاله للمشاركة مع الفرقة) تحدث لنا عن تجربته بـ تعليم أطفاله على “الرقصة العربية والشيخاني وتقسيمات الحكم”، وهي مسميات تطلق على الرقصات التراثية، رغبة منه بمشاركتهم وتعليمهم هذا النوع من الفنون منذ الصغر، لحماية تراث الأجداد وديمومته بنقله لأطفالهم في المستقبل.

اختتمت الفعالية، الأولى من نوعها، في متحف معرة النعمان بكلمة لـ “أيمن النابو”مدير دائرة الآثار والمتاحف في إدلب تحدث فيها عن المتحف الذي يعد ثاني أكبر متحف فسيفساء بالشرق الأوسط بعد متحف “زوكما” بتركيا، بمساحة لوحات فسيفساء تقدر بأكثر من 1200 متراً مربعاً من اللوحات التي تحاكي الأحداث التي وقعت على الأرض، في حقب تاريخية مختلفة، منها تلك التي اكتشفت في مملكة إيبلا التي قدمت أكثر من 15000 رقيم مسماري أرخ لأكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وأكد علوان أن حضارة إدلب تتبع  لبلاد الرافدين وحسب الرقم المسمارية بإيبلا فهي “مملكة مستقلة امتدت من الأناضول حتى حمص جنوباً”، وختم حديثه قائلاً: نفخر أننا ولدنا على هذه الأرض وخرجنا منها وباقون متجذرون ما بقي وتجذر الزيتون، وبنهاية الحفل قدم مدير منظمة رؤى المستقبل الاستاذ أحمد جربان دروع تكريم للفرقتين اللتين شاركتا بذكرى اليوم العالمي للتراث، وسط حضور أبدى سعادته ودهشته بمثل تلك الفعاليات، داعين إلى استمرار إقامتها والتشجيع على إحياء التراث المحلي، والحفاظ عليه.