توقف العمل في مشفى النور الجديد ببلدة تفتناز شمال شرق مدينة إدلب (17 كم) بعد الوصول إلى المراحل النهائية من المشروع، إذ تم إنهاء 80% من مراحل البناء، وذلك بمساعدة الأهالي عبر التبرعات وبعض المغتربين في القرية، إلّا أن الظروف الاقتصادية السيئة وعجز المجلس المحلي وتخلف بعض التجار عن الوفاء بتعهداتهم حالت دون إكمال المشفى الأكبر في المنطقة، والذي من المقرر أن يخدم أكثر من نصف مليون شخص من الأهالي في البلدة ومحيطها، سواء في إدلب أو بريف حلب الغربي.
وكان المشفى الذي بني على قطعة أرض (5000 متر) تم شراؤها من قبل المسؤولين على المشروع، بمساحة طابقية بلغت (1300 متر)، قد وصل إلى مرحلة الإكساء، عند توقف الدعم عنه، يقول المسؤول عن المشروع الذي أضاف إنه تم جمع ما يقارب 325 ألف دولار عبر التبرعات سواء من الأهالي أو من المغتربين، إضافة إلى بعض المواد الأساسية التي قدمت للمشروع (حديد –اسمنت –غرانيت) والتي قدر قيمتها بما يزيد عن 75 ألف دولار.
ويحتاج المشفى إلى أبواب ونوافذ قدرت قيمتها بـ 25 ألف دولار، إضافة إلى التمديدات الكهربائية بكلفة 20 ألف دولار، وتمديد خط للصرف الصحي من المشفى وحتى المصب النهائي بمسافة 1700 متراً وبكلفة تقديرية حوالي 10 آلاف دولار، كما يحتاج المشفى لتلبيس جدرانه الخارجية.
وبحسب الكلفة التقديرية التي وضعها المهندس المختص فإن المشفى يحتاج إلى (510) ألف دولار، تكفل بها عدد من التجار والمغتربين إلّا أن بعضهم لم يتمكن من الوفاء بتعهداته، وفشلت جميع التواصلات التي أجراها المسؤولين عن المشفى مع المنظمات الإنسانية لدعم المشروع، بحسب إياد زيدان رئيس المجلس المحلي الذي قال إنه لم يتلقى أي رد إيجابي من قبل المنظمات بالرغم من المناشدات الكثيرة التي أطلقها المجلس، إضافة إلى أن إمكانيات المجلس المحدودة حالت دون تقديم المساعدة للمشفى كي يبصر النور.
ويرى الطبيب بديع صبحة (أحد المسؤولين عن المشفى الجديد) إن الحاجة ملحة لإتمام هذا المشروع، وذلك بسبب الكثافة السكانية العالية التي تشهدها المنطقة، وضعف القدرة الاستيعابية للمشافي المتواجدة حالياً عن تلبية احتياجات السكان، والحاجة إلى إدخال اختصاصات جديدة ونوعية تفتقر لها المناطق المحررة.
وأوضح الطبيب أن الاتفاق تم على نقل مشفى النور القديم الموجود في البلدة إلى المبنى الجديد، عند اكتماله، إذ من المقرر أن يضم المشفى الجديد 115 سريراً، ويقدم الخدمات الطبية بكافة الاختصاصات، وبحسب الدراسة الأولية فإن المشفى سيضم عيادات للنسائية والأطفال وأمراض الدم والكلية إضافة إلى المخبر والأشعة والصيدلية والإسعاف، كما سيخصص قسم منه يضم 52 سريراً
للأطفال الذين يحتاجون للإقامة في المشفى، إضافة إلى عيادات لعلاج سوء التغذية والأمراض المعدية كالتهاب السحايا وجدري الماء.
كما سيضم المشفى قسماً للحواضن مكون من 20 حاضنة و3 غواصات و8 أسرّة للخدج، وقسم للعناية المشددة قوامه عشرة أسرة للأطفال والخدج، وقسم للأمراض النسائية يضم 20 سريراً بالإضافة إلى غرف للمخاض وثلاثة غرف للعمليات وواحدة للجراحة التنظيرية النسائية.
يقول الصبحة إن معظم هذه الأجهزة سيتم نقلها من المشافي القديمة، وسيتم استكمال النقص بشراء أجهزة جديدة، وأهمها جهاز جديد للجراحة التنظيرية، وذلك بسبب الحاجة الماسة له، فمعظم الحالات التي تحتاج لهذا النوع من الجراحات يتم تحويلها إلى مناطق النظام.
تقع المشفى على الطريق الواصل بين إدلب وحلب، وهو ما يؤهلها لتخديم العدد الأكبر من أبناء المنطقة، وتخيف العبء المالي وأجور المواصلات ناهيك عن متاعب الطرقات، يقول الأهالي الذين التقيناهم، خاصة مع توقف الدعم عن كثير من المشافي والمراكز الطبية في المنطقة والمدعومة من قبل المنظمات الإنسانية، وهو ما سيؤدي، بحسب بيان أصدره “منسقو استجابة سوريا”، إلى إيقاف العمل في أكثر من 179 مركزاً طبياً ومشفى وبنكاً للدم في المنطقة التي يزيد سكانها عن 4.7 مليون نسمة.
رؤى زيدان