يَطرق القائمون على “دار أحلام الطفولة” لرعاية الأيتام في بلدة الفطيرة بريف إدلب الجنوبي أبواب المؤسسات الحكومية والمنظمات الإنسانية، دون مجيب، الأمر الذي يهدد بإغلاقها وحرمان 90 طفلاً يتيماً ترعاهم الدار من الخدمات التعليمية والترفيهية والعلاجية التي تقدمها.
الدار التي أنشئت منذ أربعة أشهر، بجهود تطوعية، والتي تتألف من ثلاثة غرف (اثنتان خصصتا للدروس التعليمية وواحدة للأنشطة الترفيهية والحفلات)، تضم وفق شروط خاصة، تتعلق بـ السن (تقبل الدار الأطفال من عمر 5-10 سنوات) وفقدان واحد من الأبوين أو كليهما وأبناء المعتقلين، الأطفال القصر الذين يحتاجون لرعاية خاصة سواء من الناحية التعليمية أو الإرشاد النفسي، ويقوم عليها كادر مختص يتألف من ثلاثة معلمين ومرشدين نفسيين، يقول “عبد الغفور أبو الخيش” المدير المسؤول عن الدار.
توفر الدار المأوى لما يقارب 15 طفلاً، في حين تقدم وخلال ساعات النهار الخدمات لما يقارب 90 طفلاً من مختلف المناطق السورية، سواء أهالي المدينة والقرى المجاورة لها أو من المهجرين قسرياً، وتعمد على تزويدهم بالدروس الأساسية التعليمية والتوعوية، كما تعتمد على الأنشطة الترفيهية والمسابقات وجلسات الإرشاد النفسي لتحفيز الأطفال ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع.
وعن الصعوبات التي تواجهها دار أحلام الطفولة يقول أبو الخيش “نواجه العديد من المشاكل، أهمها غياب دعم المنظمات الإنسانية وتوفير الأكلاف المادية اللازمة للاستمرار”، إذ تكفّل المتطوعون بتحمل الأعباء المادية للكلفة التشغيلية خلال الأشهر الماضية، ومع ازدياد أعداد القادمين إلى الدار والظروف الاقتصادية السيئة وغياب المؤسسات الحكومية والمنظمات الإنسانية، تواجه الدار خطر الإغلاق، لعدم قدرتهم على تحمل التكاليف، رغم الجهود الحثيثة التي يقوم بها المتطوعون بالتواصل مع جهات تعنى برعاية الأيتام لتبني مشروعهم واستمراره.
ويضيف “أبو الخيش” قائلا:” نعمل منذ أربعة أشهر كاملة دون أي مقابل، ونهدف من خلال عملنا إلى تقديم كل ما نستطيع لإيواء الأطفال كي لا تنقطع بهم السبل وحيدين دون أي رعاية، قمنا خلال الفترة الماضية بطرق عدد من أبواب المنظمات الخيرية لكننا لم نجد أي آذانا صاغية لمطالبنا، باستثناء إحدى الجمعيات الخيرية التي قامت بتقديم وجبات طعام للأيتام وبعض الهدايا والملابس”.
اليوم يعيش هؤلاء الأطفال في الدار، إلّا أن الغد غير مضمون بالنسبة لهم، إذ تتعلق مصائرهم بإيجاد جهة تتحمل تكاليف بقائهم، حالهم كحال مئات الآلاف من الأطفال الذين أفقدتهم الحرب السورية أحد والديهم أو كليهما، إذ قدرت منظمة الأمم المتحدة “اليونيسف” في تقريرها الصادر في شهر آب 2017 عدد الأيتام السوريين بما يزيد عن 800 ألف يتيم، يحظى القليل منهم برعاية مناسبة.