محطة قره قوز شمال حلب -خاص
يقطع عبد الرحمن إبراهيم (من أهالي بلدة صندرة -50كم شمال حلب) 8 كيلو مترات يومياً لجلب مياه صالحة للشرب لعائلته، في الوقت الذي تنتظر فيه معظم عائلات البلدة والقرى المجاورة لها (9 قرى) المزارعين الذين يملكون آباراً في أراضيهم لري مزروعاته، كي يتمكنوا من الحصول على مياه الشرب بعد أن توقف محرك ضخ المياه الرئيسي في محطة قره قوز (55 كيلو متر شمال حلب).
وقال أنور عباس رئيس المحلي لبلدة صندرة “إن محرك ضخ المياه قد توقف عن العمل للمرة الثالثة خلال السنة الحالية، إذ تكفلت لجنة إعادة الاستقرار بإصلاحه في المرة الأولى في حين قام المجلس المحلي بإصلاحه على نفقته في المرة الثانية”.
ومع توقف المحرك للمرة الثالثة يقف المجلس المحلي عاجزاً عن تأمين كلفة إصلاحه، يقول رئيس المجلس، فـ “المحرك بحاجة إلى تبديل ولن ينفع إصلاحه، على حد قول الذين عاينوه من المصلحين، فقوة الغاطسة تبلغ 35 حصاناً بينما تبلغ قوة المحرك الذي “يشغل الغاطسة” 30 حصاناً، وهو ما يؤدي إلى توقفها في كل مرة”.
وتؤمن محطة قره قوز مياه الشرب لأكثر من 6000 شخصاً (950 عائلة) جلّهم من النازحين والمهجرين وأصحاب الدخل المحدود، متوزعين على تسع قرى (قرره قوز_ صندرة _الكمالية_ تل بطال شمالي_ تل شعير_ قصاجق_ العيساوية_ الاحمدية _ العزانية).
محطة قره قوز لضخ المياه شمال حلب -خاص
يقول محمد المجدمي (نازح من مدينة حلب في قرية قره قوز) “كانت المياه تصل إلى القرية مرتين أسبوعياً بـ 12 ساعة تشغيل وبقوة 3 إنش، الأمر الذي كان يغنينا عن شراء المياه والبحث عن مصادر أخرى لتأمينها لأطفالنا” ويكمل المجدمي “اليوم ننتظر من يسقى أرضه من غاطسته الخاصة علّنا نستطيع تعبئة خزان المياه، إن حالفنا الحظ، وطوابير الناس الطويلة المنتظرة”، وغالباً ما يعتمد الناس على هذه الآبار السطحية في تأمين احتياجاتهم من المياه التي وصفها رئيس المجلس بـ “غير الصالحة للشرب”.
وتبلغ كلفة تعبئة الخزان من “صهاريج المياه” 1000 ليرة سورية، وتحتاج العائلة لملء خزانها 10 مرات على الأقل شهرياً لتأمين مياه الشرب، وهو ما يشكل عبئاً على أبناء المنطقة وسكانها من ذوي الدخل المحدود.
وطالب بعض الأهالي في القرى التسعة المجالس المحلية بفرض رسوم مالية على الأهالي لشراء المحرك، وحلّ هذه المشكلة، فيما يرونه حلّاً ضرورياً (تبلغ كلفة شراء محرك جديد باستطاعة تشغيلية كفيلة بتشغيل الغاطسة 4500 دولاراً)، إلّا أن هذه الخطوة لم تلق أذناً صاغية في انتظار محاولات تقوم بها المجالس بالتواصل مع المنظمات الإنسانية والداعمين، لكن دون جدوى حتى الآن.
ابراهيم الحسن