فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

الصيف والنزوح يزيد الضغط على مراكز غسيل الكلى في الشمال السوري

الصيف والنزوح يزيد الضغط على مراكز غسيل الكلى في الشمال السوري

مركز غسيل الكلية في مدينة الباب -خاص 

يقطع جاسم المحمد الطريق بين قريته ومدينة الباب (شرق حلب) مرتين أسبوعياً لإجراء غسيل للكلى في مركز المدينة، الطريق الترابي المحفّر يزيد من أوجاع الرجل كما يقول، إضافة إلى المبالغ المالية التي يضطر لدفعها للحافلة التي ستقلّه ومرافقه، والتي تبلغ كلفتها أكثر من 100دولار شهرياً (8جلسات غسيل).

ليس هناك حلول أمام الرجل الأربعيني سوى الغسيل، بعد أن كان قد أجرى جراحة سابقة لزراعة كلية في دمشق منذ 14 عاماً، إلّا أنها أيضاً تعرضت للقصور، ولم يعد أمامه سوى “رحلات العذاب أثناء الغسيل” كما يصفها.

أما عادل الشاب ذو الـ 24 ربيعاً، والنازح من مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور، فقد حط به الرحال في مدينة الباب منذ ما يزيد عن السنة، ليكتشف الأطباء بعد تعرضه لوعكة صحية ارتفاعاً في “الكرياتين” اضطره للخضوع إلى جلسات غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً.

ينتظر الشباب بعد حصوله على متبرع بالكلية الدخول إلى تركيا لإجراء العملية “فلا يوجد في المناطق السورية المحررة أجهزة ومعدات ومخابر لبيان تطابق الأنسجة، كما لا يوجد أخصائيين زرع كلية”، باءت كل محاولة ذويه بالفشل لإدخاله إلى تركيا وكانت الحجة الجاهزة في المكتب الطبي “هذه الحالات تصنف بحالات باردة!”.

والفشل الكلوي ينتج عن خلل في وظائف الكلى، يؤدي إلى قلة كفاءة الكليتين وعجزهما عن تخليص الجسم من السموم، وبحسب تقديرات الرابطة السورية لأمراض زرع الكلى: فإن هناك ازدياد كبير في أعداد مرضى الفشل الكلوي التي ارتفعت من 2800 في العام 2005 إلى أكثر من 11000 حالة خلال السنتين الماضيتين، ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد حالات الفشل الكلوي في المناطق المحررة إلّا أن الأرقام تزيد عن 2000 حالة فمدينة إدلب وحدها تستقبل في مراكزها أكثر من 300 مريض (ما عدا الأرياف دركوش 35 سلقين 50 ريف ادلب 35- معرة النعمان 50 ….)، مراكز حلب (134 مريضاً ما عدا الحالات الاسعافية غير الموثقة).

وتتوزع ثلاثة مراكز لغسيل الكلى في الريف الشمالي والشرقي من مدينة حلب هي (أعزاز –أخترين –الباب)، وتعاني هذه المراكز من الضغط بسبب قلة عدد الأجهزة وزيادة عدد المرضى ونقص في الأدوية اللازمة للغسيل مرتفعة الثمن.

ويوجد في مركز غسيل الكلية في مدينة الباب 6 أجهزة تخدم 34 مريضاً، ولكل مريض إضبارة خاصة تتضمن مواعيد عمليات الغسل، أما المرضى الجدد فيتم قبولهم مباشرة بعد تحويلهم من قبل الأطباء، ويعرضوا على طبيب المركز لتحديد مواعيد وعدد جلساتهم، بحسب نعيم لومان مدير المركز.

ويقدم المركز (جلستان أو ثلاث جلسات) لكل مريض أسبوعياً، حسب الحاجة، تمتد الجلسة لـ “أربع ساعات” بالإضافة إلى الأدوية اللازمة “إيبوتين –إبارين –حديد”، ويتم استكمال باقي الأدوية التي يحتاجها المريض عبر وصفة طبية تصرف مجاناً من مشفى الحكمة في المدينة.

ويتم تقسيم الأجهزة في المركز إلى فئتين، بحسب الإصابة بفيروس التهاب الكبد، وقد خصص المركز غرفتين بثلاث أسرة لكل فئة، ويعمل في المركز طبيب مختص بالكلية إضافة إلى مدير المركز وفنيّين مخبريين وثلاثة فنيي غسيل ومستخدَمين وعامل صيانة، ويفتح المركز طيلة أيام الأسبوع عدا يوم الجمعة، باستثناء الحالات الإسعافية. ويخدم مركز الباب منطقة الباب وريفها حتى الراعي شمالاً وجرابلس شرقاً وأطراف مدينة أخترين غرباً.

أما عن مركز أخترين (بلدة تقع شمال شرق حلب) فيقول فني الغسيل عبد الله حمدو “إن المركز يحتوي على 6 أجهزة، خمسة منها للمرضى الدائمين، وواحد للحالات الإسعافية، ويخدم المركز حالياً 30 مريضاً دائماً مسجلاً في المركز، إضافة إلى خمسة مرضى يأتون من مدينة جرابلس (90كم عن أخترين) بسبب الازدحام في باقي المراكز ” ويكمل الحمدو “لا يوجد في المركز طبيب مختص، ويتم الاستعانة بطبيب داخلية يأتي عند الحاجة من المستوصف القريب”.

بينما يعتبر مركز أعزاز الذي تأسس عام 2013 أكبر هذه المراكز، إذ يضم 10 أجهزة تخدم 50 مريضاً، و3 أجهزة للحالات الإسعافية، ويمتلك المركز محطة لتحلية المياه خاصة به، وتصل عدد جلسات الغسيل فيه إلى أكثر من 300 جلسة بكادر مؤلف من مدير وطبيب مختص وأربع فنيي كلية وفني مخبري وعامل صيانة ومستخدَمين ومخبر للتحاليل.

مركز غسيل الكلية في مدينة الباب -خاص 

تتكفل المنظمات الإنسانية بتقديم الدعم الكامل لهذه المراكز، إذ تتولى منظمة الإغاثة الإسلامية دعم مركزي الباب واعزاز، وتقدم الأجهزة وكافة مستلزمات الجلسة من دارات وفلاتر وأدوية الجلسة من “إيبوتين وإبارين وحديد وكالسيوم” إضافة إلى رواتب الموظفين والمصاريف التشغيلية، بينما تكفلت منظمة SRD) سوريا للإغاثة والتنمية) بكافة المصاريف التشغيلية والرواتب والأدوية والمستلزمات في مركز أخترين.

تزيد معاناة مرضى الفشل الكلوي مع قدوم الصيف بسبب حاجة الجسم إلى كميات كبيرة من المياه تستدعي جلسات إضافية من الغسيل الذي أرهق عادل، الذي لن يستطيع العبور إلى مناطق النظام لخوفه من الاعتقال أو الخدمة العسكرية، بينما تتوجه أنظاره إلى المعابر علّها تشفق لحاله ويسمح له بالدخول إلى تركيا لإجراء عملية زرع كلية، خاصة وأنه وجد المتبرع المناسب.

                                                                                                                                                                                        إبراهيم الحسن