أنهى طلاب المرحلة الثانوية العامة اليوم الاثنين 2/7/2018 امتحاناتهم، وفق القوانين والأعراف التربوية المعهودة، وحسب معايير المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم، وبإشراف من مديريات التربية التركية والمكاتب التعليمية في المناطق المحرّرة، للتأكد من سير الامتحانات بالطريقة الصحيحة وخلق مناخ ملائم للطلاب لتقديم امتحاناتهم.
الفئات العمرية المقبولة في الامتحانات
اختلفت الفئات العمرية المقبولة في امتحانات الشهادة الثانوية، بفروعها المختلفة (أدبي –علمي –شرعي)، بحسب المنطقة التعليمية (قُسّم الريف الشمالي والشرقي لحلب إلى سبع مناطق تعليمية)، إذ تم قبول الطلاب من عمر 18 إلى 22 باعتبارهم “طلاباً نظاميين” في مدينة إعزاز وريفها، ومن عمر 22إلى 25 باعتبارهم “طلاباً أحراراً”، ولا يحقّ للأشخاص الذين تجاوز عمرهم 25 عاماً التقدم للامتحانات، بحسب نوري السيد علي (معاون مدير المكتب التعليمي في المجلس المحلي لإعزاز ورئيس دائرة الامتحانات) الذي قال لفوكس حلب “تمت الموافقة على الطلاب من مواليد 1993 فما فوق) بشرط حصوله على الشهادة الإعدادية لعام 2008 فما فوق.
في حين تم تحديد أعمار الطلاب النظاميين في المخيمات العشوائية من عمر 18إلى 20 والأحرار من عمر 20 وحتى 25، بحسب عبد الرزاق الحياني (مدير المكتب التعليمي في المخيمات العشوائية).
وتم تحديد الأعمار التي يحقّ لها التقدم إلى الشهادة الثانوية “طالب نظامي” في مدينة الباب من 18 وحتى 22، ويحقّ لكافة الأعمار التي تتجاوز هذا السن التقدم إلى الامتحانات بصفة “طالب حرّ”، بحسب فوزي السايح (مدير المكتب التعليمي في المجلس المحلي لمدينة الباب).
أحمد المحمد (نازح في إعزاز) قال لفوكس حلب “إن تحديد الأعمار حرم شريحة كبيرة من الأشخاص الراغبين في التحصيل العلمي، وتساءل عن الأسباب التي دفعت المسؤولين عن القطاع التعليمي لهذا التحديد، فسابقاً كان يحق الطالب متابعة تحصيله العلمي مهما كان عمره، والآن ومع تحرر هذه المناطق يقفون في وجه من يرغب حقيقة بإكمال تعليمه!؟”
الأسئلة مثار جدل في المناطق التعليمية
تنوعت الآراء حول طبيعة الأسئلة ومدى صعوبتها والطريقة التي اعتمدت في وضعها من قبل الطلبة الذين التقاهم مراسل فوكس حلب
علي طالب في مدينة إعزاز قال “فوجئنا بالأسئلة، كان المدرسون قد أخبرونا بأنها ستأتي بنظام الأتمتة، ولكن ذلك لم يحصل، فقط 10% منها اعتمد على الأتمتة، الطلاب كانوا قد درسوا المناهج بهذه الطريقة”. ولخصت سعاد مشكلتها بوجود بعض الأسئلة من الفقرات المحذوفة من المقررات، والتي كانت المكاتب التعليمية قد نوهت عليها سابقاً “بعض الأسئلة كانت من خارج المقرر، لم نعرف كيف نتعامل معها، وهذا سيأثر على علاماتنا، فهل هناك من ينصفنا؟”
وطالبَ الطلبة بدورة تكميلية لتعويض ما ينقصهم من درجات وتحسين معدل علاماتهم، أسوة بغيرهم من المدارس، فامتحان “اللغة الإنجليزية جاء صعباً هذا العام”، على حد قول من التقيناهم.
وأجمع الطلبة باستثناء هذه الصعوبات على أن الأسئلة كانت جيدة ومدروسة ومناسبة، وأثنوا على الخدمات المُقدمة من قبل المراكز الامتحانية وتوفير الجو الملائم للطلبة في قاعاتهم الامتحانية.
وعن طبيعة الأسئلة وكيفية وضعها، قال عبد الرزاق الحياني “إن وزارة التربية التركية عبر مديرياتها طلبت من كل مجمع تربوي وضع نماذج من الأسئلة لكل مادة من المواد (نموذجين أو ثلاثة تم وضعها من قبل مختصين يمتلكون الكفاءة والخبرة)، ورفعها إلى الحكومة التركية التي قاطعت بين هذه النماذج لتخرج بنموذجين (A-B)، يأتي بهما مندوب من الوزارة التركية قبل ربع ساعة من الامتحانات، وينتظر حتى انتهاء الطلبة من الامتحان ليأخذ أوراق الإجابة معه إلى الأراضي التركية”.
وعن الصعوبات والاستفسارات التي قدمها الطلاب، قال نوري السيد علي ” قمنا بتنظيم تقارير عن المشاكل التي اعترضت سبيل الطلاب بخصوص الأسئلة من قبل مدرسين مختصين، ورفعها إلى وزارة التربية التركية، وفي حال صدقها سيتم تعديل سلم التصحيح وتوزيع علامات الأسئلة (من خارج المقرر) على باقي الأسئلة، وتسعى المكاتب التعليمية للتواصل والتنسيق مع الجانب التركي لإجراء دورة تكميلية بعد التوافق بين القطاعات التعليمية في المنطقة والوصول إلى قرار واحد بهذا الخصوص”.
وأضاف السايح “سيتم التصحيح بواسطة مدرسين سوريين يعملون في المدراس المؤقتة التي تعلم الطلاب السوريين في تركيا”.
الخدمات والإشراف
جرى اختيار المراكز الامتحانية في أماكن وسطية من البلدات التي تقام فيها الامتحانات، والتواصل مع المؤسسة الأمنية والشرطة الحرة لفرز عناصر منها (ذكور –إناث) لحماية الطلاب، ومنع أحداث الشغب، وتفتيش الطلاب ومنع المخالفات كالسلاح وأجهزة الهاتف المحمول وسماعات الأذن (وسيلة من وسائل الغش الامتحاني).
كما قامت المراكز التعليمية، بحسب السايح، بتأمين سيارات الإسعاف مع طاقم طبي لتأمين المراكز صحيّاً، وعملت المكاتب التعليمية على تشكيل لجان للإشراف على العملية الامتحانية وزيارة المراكز والاطلاع على سير العملية بالشكل الصحيح، والوقوف على مشاكل الطلاب وحل مشاكلهم، بالتنسيق مع وزرة التربية التركية التي أوفدت مراقبين ومشرفين لزيارة المراكز الامتحانية والاطمئنان على نزاهة الامتحانات.
وتمّ في هذا العام رفع ثلاثة ضبوط بحق حالات غشّ في المركز الامتحاني بمدينة إعزاز وتوثيقها بالصور، ولا يتوقع رئيس دائرة الامتحانات نوري السيد علي اللجوء إلى الحرمان كعقوبة للطلبة ويتوقع الاكتفاء بترسيب المادة (التي ضبط فيها عملية الغش).
الشهادات والاعتراف
تصدر الشهادات الثانوية العامة للطلاب النظاميين والأحرار ممهورة بختم “الدنكلك” التركي وتعترف بها الحكومة التركية، ويمكن للطلبة الناجحين التسجيل في الجامعات السورية في المناطق المحررة، والمفاضلة على الدخول إلى الجامعات التركية بعد خضوعهم لاختبار “اليوس” ويعني “امتحان الطلاب الأجانب”، أي الطلبة الذين يحملون جنسيات دول ثانية غير التركية والحاصلين على شهادة التعليم الثانوي داخل أو خارج تركيا.
وقال نوري السيد علي “أبلَغَنا الجانب التركي أن هذه الشهادات معترف بها دولياً بعد أن تخضع للمعايرة”.
أما الطلاب الأحرار فوق 25 سنة والذين خضعوا لامتحانات الثانوية العامة في “تليل الشام” وعددهم 135 طالباً، فسيحصلون على شهاداتهم في حال نجاهم، من قبل الحكومة المؤقتة، (نماذج الأسئلة الامتحانية من الحكومة المؤقتة وتختلف عن الأسئلة التي تم اعتمادها من قبل المكاتب التعليمية والحكومة التركية في المنطقة)، بحسب عبد اللطيف سلامة (رئيس دائرة الامتحانات بمديرية التربية والتعليم الحرة بحلب).
وكان 332 طالباً في مدينة إعزاز و600 طالباً في المخيمات العشوائية و500 طالباً في الباب (ذكور –إناث) بمختلف فروع الشهادة الثانوية قد خضعوا للامتحانات للدورة الحالية (2018)، وتم استقبال الطلبة المهجرين قسرياً في المراكز الامتحانية وإعفائهم من الرسوم وتسهيل تسجيلهم وإلحاقهم بالدورة الامتحانية الحالية.