(2.6) مليون طفل سوري متسرب من التعليم، داخل سوريا وخارجها، بحسب إحصائية اليونيسكو في نهاية 2017. هذه الأرقام المفزعة لأعداد المنقطعين عن الدراسة، بسبب ظروف الحرب والنزوح والظروف المعيشية القاسية وزواج القاصرات (عند الإناث) وقلة عدد المدارس وإمكانياتها، دفع عدة منظمات تُعنى بالجانب التعليمي لإطلاق مشاريع تأهيلية لمساعدة الطلاب المتسربين والمنقطعين، أو أولئك الذين تأثرت دراستهم بسبب النزوح فتخلّفوا عن اللحاق برفاقهم، لتعزيز معارفهم وتحفيزهم وتأهيلهم للعودة إلى مقاعد الدراسة.
في مدينة الأتارب (غرب حلب) قامت منظمة “أطفال عالم واحد”، غراس سابقاً، بافتتاح مشروع مدرسة تأهيلية منذ أيام، تحت شعار “احموا حقي في لتعليم”، وقال الأستاذ رأفت عبد اللطيف مدير المشروع لفوكس حلب “إن مدّة المشروع سنة كاملة، مقسمة إلى قسمين، إذ يستبدل الطلبة بطلاب جدد كل ستة أشهر”، بهدف “إعادة الطلبة إلى مدارسهم بعد تهيئتهم وتقديم الخبرات الأساسية اللازمة لهم إثر انقطاعهم عن المدرسة”، موضحاً أن الأولوية في قبول طلبات التسجيل كانت للنازحين والمهجرين القسريين إلى المدينة.
استقطب المشروع 170 طالباً وطالبة، 70 منهم من النازحين والمهجرين قسرياً، تم تسجيلهم وفق استمارات خاصة، وسبْرِ معلوماتهم لفرزهم بحسب المستويات التي قسمها المشروع إلى أربعة من الأول وحتى الرابع، بحسب إمكانيات الطلبة.
يختلف التعليم في المشروع عنه في المدارس الرسمية، إذ تم مراعاة الحصول على مدرسين مختصين بمراعاة الفروق الفردية والتعليم المكثف (في المدرسة خمسة مدرسين مختصين تم اختيارهم بالتعاون مع المجمع التربوي، وأربع شعب صفية)، وتأمين مناهج خاصة، مدروسة بشكل جيد، لكلّ مستوى من المستويات. كما تم تفعيل دور كبير للأنشطة وأساليب الترغيب من (هدايا وجوائز وكتب وقرطاسية) ليستعيد الطالب ثقته ومحبته للتعلم والمدرسة، وإعادة بناء ما هدمته الحرب من جسور بين التلاميذ وصفوفهم ومستقبلهم وأحلامهم.
يؤمن المشروع وسائط النقل للطلبة المقبولين في المدرسة الكائنة في الجهة الشرقية للقرية طوال السنة، ويراعي وجود عدد من التلاميذ في مدراسهم، لذلك فقد حدد ساعات الدوام اليومية من الساعة الواحدة حتى الخامسة عصراً.
تدعم منظمة “أطفال عالم واحد” بالتعاون مع منظمتي إحسان وقدرات هذا المشروع، كما تدعم مشاريع مماثلة للتعليم الذاتي في مدينة معرة مصرين (في محافظة إدلب) وروضات الأطفال (أبجد) في مختلف مناطق الشمال السوري.