تدوير عملية الإنتاج وتأمين مصدر دخل دائم للمرأة المعيلة، والانتقال بالمجتمع من مرحلة الاستهلاك إلى الإنتاج، هو الهدف الرئيسي الذي تسعى لتحقيقه المنظمات الإنسانية من خلال اجتراح حلول حقيقة لمساعدة المرأة ودعمها وتدريبها على صناعات يدوية (تستطيع القيام بها في منزلها)، لتأمين مصدر دخل يساعدها على مواجهة الظروف الحياتية، وتأمين لقمة عيشها.
مشروع “بسمة” لصناعة الألبان والأجبان واحد من هذه المشاريع الذي سعى لتدريب ثلاثين امرأة معيلة على صناعة الألبان والأجبان ومشتقاتهما.
وقال مدير المشروع أسامة اليوسف (ماجستير في الهندسة الغذائية) إن الهدف من هذا المشروع الذي بدأ في مدينة الأتارب (غرب حلب) وريفها تمكين المرأة ودعمها ورفدها بالخبرة النظرية والعملية والمعدات اللازمة للاعتماد على نفسها في تحقيق مصدر دخل قد يغطي 40% من الحاجات الأساسية للحياة.
يمتد المشروع على ستة أشهر إذ “يستقبل 5 نساء في كل شهر، يخضعن لدورة نظرية تدريبية لمدة أسبوع واحد، ثم يبدأن بالتدريب العملي على صناعة الألبان والأجبان واللبنة والزبدة والسمنة العربية”.
ويتم انتقاء النساء اعتماداً على معايير استحقاق أهمها أن تكون المرأة معيلة لأطفالها، خاصة إن كان زوجها أو أطفالها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف اليوسف “منظمة بلد هي الجهة المنفذة للمشروع بناء على مذكرة تفاهم مع المجلس المحلي في الأتارب، وبكلفة ثابتة ما يعادل 7000دولاراً، وكلفة تشغيلية وصلت إلى 80000دولار”
وعن آلية العمل يقول اليوسف “يتم استجرار الحليب من أحد الموردين بمعدل 500 لتر يومياً، يتم تصنيعها وتوريدها إلى السوق وبيعها بسعر الكلفة تقريباً، تلك العائدات توضع في صندوق الجمعية النسائية التي ستنشأ في نهاية المشروع بعد تدريب عدد من المستفيدات لمدة شهر ونصف الشهر لتشكيل الجمعية ودستورها ووضع نظامها الداخلي، إذ ستستلم هذه الجمعية رأس المال وتكمل هذه المشاريع لتدوير المنتج، بينما ينتقل مشروع التدريب إلى مناطق أخرى”.
وتحصل المستفيدة في نهاية التدريب على مبلغ 80 ألف ليرة سورية ومعدات لصناعة الألبان والأجبان و100 لتر من الحليب لمرة واحدة، لتبني مشروعها الخاص في منزلها، وتقوم المنظمة بمتابعة عملها.
يعمل المشروع على تدريب نساء نازحات بنسبة 50% ونساء من المقيمين بنسبة 50%، إلّا أن مشروع الأتارب شهد عزوفاً من النازحين فكانت نسبة النساء في المشروع 80% من المقيمات.
تصنع أم مصطفى، واحدة من المستفيدات (زوجة شهيد وأم لخمسة أطفال)، الألبان والأجبان في منزلها وتقوم ببيعها للجيران وأهالي الحي الذي تسكنه بأسعار جيدة، “سمعت بالمشروع وقبلوني وصرت أشتغل بالبيت لبن وجبنة ولبنة وقريشه، وبيعا وطعمي ولادي”.