تعمل نقابة المهندسين الأحرار (فرع حلب) ومنذ سنوات على توثيق ومسح الأضرار وإثبات الملكيات العقارية وإيجاد الحلول من خلال دراسات هندسية وفنية، بدأت منذ عام 2012 قبل تشكيل نقابة للمهندسين، إذ قام بالعمل وقتها مجموعة من المهندسين تحت اسم “تجمع المهندسين الأحرار في حلب”، لينتج عنه دراسات نُشرت في العام 2017.
وبعد سقوط حلب وتشكل نقابة المهندسين في عام 2014، تابع مكتب إعزاز هذه الدراسات في المنطقة الشمالية والشرقية من حلب، وتتجهز النقابة لإتمام هذه الدراسة في ريف حلب الغربي.
وقال محمد يحيى نعناع نقيب مهندسي حلب “إن هذا المشروع يهدف إلى تنظيم المنطقة التي تعرضت للدمار والقصف في مباني سكانها وبنيتها التحتية ومرافقها العامة، كما تعرضت للتغيير الديموغرافي وهجرة آلاف السكان من قراهم وبلداتهم، وهذا ما أدى إلى عبث في الملكيات والمخطط التنظيمي بشكل عام”. ويسعى المشروع التي تسعى النقابة إلى استكماله إلى “تقسيم المدن والبلدات إلى قطاعات وأحياء، وتوثيق المباني على العقارات، من حيث الوثائق والصور والأضرار والسكان والحلول والكلفة المالية، هذه الدراسات ستكون مُرمّزة بموجب أرشيف كامل، ومحفوظة في المجلس المحلي للمرحلة القادمة وإعادة الإعمار”.
وقال عبد الحميد الحميدي عضو مجلس فرع نقابة المهندسين في محافظة حلب “إن النقابة قدّمت دراسة كاملة لمسح الأضرار في مجموعة من المدن والبلدات في ريف حلب الشمالي، وعلى رأسها إعزاز ومارع شمال حلب”.
ويضم المشروع مسح وتوثيق الأضرار، وتحديد المالكين، وحساب قيمة الضرر، والمقدار المقترح لتعويض المتضررين، وفق أسس علمية وهندسية قوية، ووفقاً لأدبيات القانون الدولي والعالمي التي تفرض حصول المتضررين على تعويضات مالية، من قبل النظام العالمي عبر الحكومات الوطنية، استناداً لتجارب مشابهة. وتقدّم هذه الدراسات إلى شركات إعادة الإعمار لترميم وبناء البنى التحتية والمرافق العامة.
ووضعت النقابة، بناء على التقرير الذي نشرته، أسساً علمية دقيقة لخطوات العمل التوثيقي الذي تعمل عليه، باشتراط أن يكون كل فريق مكون من عشرة أشخاص متواجدين في الداخل السوري، ويتم مسح الأضرار من قبل مهندسين مختصين مضى على تخرجهم مدة زمنية لا تقل عن خمس سنوات، وحصرت النقابة مهمة الكشف عن الأبنية من قبل مهندس مدني، ولا تقبل اللجنة بالتوثيق من خلال صور وفيديوهات الناشطين بل تقوم بتصوير فيديو خاص بها، يُذكر فيه اسم المالك وتاريخ تسجيل المقطع والمكان الذي يتم العمل فيه. ووضع أسس مالية دقيقة تُطبق على المنشآت والمباني المتضررة بشكل عادل، والتواصل مع الجهات الداعمة بشأن ذلك.
وتشمل الدراسة الأبنية السكنية والفنادق والمدارس والجسور والأنفاق والمعامل ومحطات تنقية مياه الشرب ومعالجة مياه المجاري ومحطات الضخ وشبكات الكهرباء ومحطات توليد الطاقة وشبكات مياه الشرب والصرف الصحي وشبكة الاتصالات.
وتكمن أهم المعوقات لتنفيذ هذا المشروع بغياب التمويل اللازم إذ من المقرر أن تقوم النقابة بمساعدة المجلس المحلي بهذا المسح بشكل تطوعي، واعتبر نقيب المهندسين “أن عمل المنظمات الدولية يقوض عمل أي مؤسسة سورية، وكان له أثرة السلبي في تشويه عمل المؤسسات الثورية واستغلال حاجة المواطن والمجالس المحلية، وهو ما يمنع النقابة من تنفيذ دورها بالشكل الأمثل، يضاف إلى ذلك غياب الكيان الحكومي أو المؤسسات التي تجمع النقابات ومنظمات المجتمع المدني في سوريا”
جانب من عمل نقابة المهندسين في حلب المصدر المكتب الإعلامي في النقابة
لمحة عن نقابة المهندسين الأحرار في حلب
نقابة مستقلة لا تتبع لأي حكومة تم تشكيلها في عام 2014، وذلك “لاحتواء المهندسين، وتجميع الكفاءات، وإعادة بناء قدرات المهندسين، ودعم المجالس المحلية ورفدها بالدراسات الدقيقة لعملها”. مقر النقابة المركزي في تركيا “غازي عينتاب” ويتبع لها عدة فرع منها فرع نقابة المهندسين الأحرار في حلب ومقره “مدينة حريتان”، والذي يضم 325 مهندساً في كافة الاختصاصات الهندسية باستثناء الهندسة الزراعية التي تنتمي لنقابة خاصة بها.
الهيكلية الإدارية وآلية الانتساب
الهيئة العامة: وتضم جميع المهندسين وهي مقسمة إلى ثلاث وحدات هندسية (الهندسة المدنية والمعمارية –الهندسة الكهربائية والالكترونية والمعلوماتية –الهندسة الميكانيكية والتطبيقية والبتروكيماوية).
هيئة الفرع: تتألف من خمسين عضواً يتم اختيارهم بالانتخاب من جميع الوحدات الهندسية الثلاث، ويتم الانتخاب فيما بينهم لتشكيل مجلس الفرع الذي يضم سبعة أعضاء، وثلاثة أعضاء للجنة الرقابة وعضوان متممان وعضو ممثل للفرع في النقابة المركزية.
وتضم النقابة سبعة مكاتب (رئاسة الفرع –أمانة السر –الدراسات والاستشارات الهندسية –التدريب والتأهيل –الإعلام –المالي –شعبة المكاتب)
وعن آلية الانضمام إلى النقابة قال أحمد باسم نعناعة (المكتب الإداري لنقابة المهندسين) إن الطلبات تقدم لأمانة السر، بالإضافة إلى الأوراق الثبوتية اللازمة وشهادة التخرج، وتطرح على غرفة الهيئة للاطلاع، ثم تدرس الطلبات والآراء وتتم الموافقة أو الرفض بناء على ذلك، “وقد صادفت الهيئة ثلاثة طلبات مزورة خلال السنوات الماضية”.
ويدفع المهندس المنتسب مبلغ 10 دولارات كرسم انتساب يستوفى لمرة واحدة، و10 دولارات كرسم اشتراك سنوي.
جانب من عمل نقابة المهندسين في حلب المصدر المكتب الإعلامي في النقابة
أهم أعمالها
قامت النقابة، بحسب نقيب المهندسين، بدراسة متكاملة للصرف الصحي في البلدات، كما قامت بالتعاون مع الشرطة الحرة على مراقبة المشاريع واستلامها، وتعمل مع المجالس المحلية لتقديم الخدمات اللازمة بشكل تطوعي، وتقوم أحياناً بالتحكيم بين المتعهد والمنظمات الداعمة والمجالس المحلية.
كما قام مكتب النقابة في الريف الشمالي والشرقي من حلب بتوسيع شبكة مياه جبرين بالقرب من مدينة إعزاز، كما قامت بتقديم الدراسة الكاملة للمنطقة الحرفية في إعزاز المزمع إقامتها شرق المدينة (2كم)، ومبنى مول ومبنى سكني يعود لمديرية الأوقاف في إعزاز.
من جهة أخرى، تقوم النقابة وبأسعار رمزية بتقديم الدراسة للأبنية السكنية للأبنية المراد إنشاؤها في مدينتي الباب وإعزاز، وتقديم الإشراف الفني عليها حسب الأصول المهنية، وتم تشكيل وحدات هندسية لهذا الخصوص، على حد قول المهندس الحميدي.