صورة لمرور الشاحنات على الطريق المفتوح بين الريف الشمالي لحلب وإدلب المصدر (روزنة)
بعد فتح الطريق بين إعزاز وإدلب في نهاية شهر آذار الماضي إثر عملية غصن الزيتون وسيطرة الجيش الحر على المنطقة، تراجعت أسعار المحروقات في إدلب إلى النصف بعد تضاعف أسعارها (قبل فتح لطريق)، في الوقت الذي تضاعفت فيه أجرة الركاب المدنيين.
بضائع وحواجز
أعلن الجيش الحر عن فتح طريق للبضائع بين إعزاز وإدلب في 28/3/2018 يمر في المناطق التالية (إعزاز، كفرجنة، شران، عفرين، جنديرس -جنوب غرب عفرين- دير بلوط، أطمه).
ومع فتح الطريق تراجعت أسعار المحروقات على وجه الخصوص حيث هبط سعر برميل المازوت من (95-120) ألف ليرة إلى (50-60) ألف ليرة سورية بحسب نوع المازوت، وكان الارتفاع الكبير في سعر المحروقات يعود إلى اعتماد إدلب (إبان عملية غصن الزيتون) على المازوت القادم من مناطق النظام عبر معبر مورك، وبعض شحنات الوقود الأوروبي الذي تستورده شركة وتد للمحروقات، والذي كان لا يغطي حاجة المنطقة.
وقال أبو سمعو الحزوري (تاجر محروقات في مدينة الأتارب) “إن أسعار المحروقات انخفضت بعد فتح الطريق” وأعاد الحزوري سبب الانخفاض إلى عدة أسباب أجملها بقلة الرسوم الجمركية المفروضة حالياً، إذ يدفع التاجر مبلغ 2500 ليرة سورية لصاحب سيارة النقل عن كل برميل مازوت بالإضافة إلى مبلغ دولار واحد عن كل برميل كرسم جمركي في مدينة إعزاز ومبلغ 900 ليرة سورية كترسيم لكل سيارة وهو ما أسماه “ضريبة ساحة” في الوقت الذي كانت فيه قسد سابقاً تتقاضى أضعاف هذه المبالغ كرسوم جمركية.
من جهته قال أبو أحمد (سائق شاحنة نقل) “إن الحواجز على الطريق تتقاضى مبالغ بشكل غير رسمي تصل أحياناً إلى 7000ليرة عند المرور في الطريق، وتغيب هذه الظاهرة في حال تواجد أحد القوات التركية على الحاجز”.
المحروقات كانت الأكثر تأثراً بفتح الطريق، أما بخصوص باقي البضائع والسلع فقد كان التأثر طفيفاً، والتبادلات التجارية بين المنطقتين ما زالت محدودة واقتصرت على بعض المنتجات الزراعية وبعض الألبسة والأحذية.
وتتراوح كلفة شاحنة البضائع من رسوم وأجرة نقل حالياً بين المنطقتين م يقارب (35-40) ألف ليرة، علماً أن المسافة لا تزيد عن 120 كيلو متراً، ولكن الازدحام في الطرقات والرسوم المدفوعة (2500 ليرة عن كل شاحنة بضائع) والرشى التي يفرضها بعض الحواجز هي ما تزيد الكلفة وتنعكس سلباً على حياة المواطن، بحسب حسن محيميد (تاجر أحذية).
طرقات سيئة ورسوم جائرة
تتراوح أجرة الراكب من مدينة إعزاز وحتى مدينة سرمدا بين 6-7 آلف ليرة سورية للراكب الواحد، ويُفرض على كل صاحب حافلة الحصول على (ورقة ممهورة بختم مرور) من الكراج في المدينتين، حيث يتقاضى مسؤولو الكراج مبلغ 500 ليرة عن كل راكب، بينما يتم فرض مبلغ (2500 ليرة) على كل سيارة خاصة تريد المرور إلى إحدى الجهتين.
يضطر سائقو الحافلات في لتغيير طرقهم أكثر من مرة، بحسب أبو محمود (سائق حافلة) الذي قال “إن الحواجز التركية تمنع مرورنا في كثير من الأحيان حتى لو كنا نملك ورقة العبور، وهذا ما يدفعنا لتغيير الطريق وعدم الدخول في مدينة عفرين”، أضاف أبو محمود “نضطر أحياناً إلى سلك طرق ترابية وعرة، على الرغم من وجود طرق جيدة وذلك لتجنب المرور بالحواجز التي لا تسمح لنا بالمرور، ما يزيد من المسافة ففي كثير من الأحيان نحتاج إلى 4 ساعات للمرور، في حين أن المدة الزمنية للوصول لا تزيد عن ساعتين”.
أسامة إبراهيم (أحد المدنيين) قال “إن الطرقات سيئة جداً، والطرقات المزفتة مخصصة للعسكريين ولا يسمح لنا بالمرور فيها، كما إنه لا يوجد تنظيم للطرقات أو تخصيص لمسارات للمرور، فبعد أن قطعنا نصف المساعدة تم منعنا من المرور، واضطررنا للعودة وتغيير الطريق”.
أما أبو حسن (سائق سوزوكي) فقد كانت له تجربة مخالفة إذ كان طريقه ميسراً، ولم يسلك الطريق الترابي إلّا أن أحد الحواجز عرض عليه تحميل بضائع (يعتقد أبو حسن أنها مسروقة) لإيصالها إلى الطرف المقابل، وحين رفض العرض (قال له أحد العناصر بأنه ذاهب ليحمل بضائع الإخوة في إشارة إلى هيئة تحرير الشام)، المفارقة أيضاً أن حواجز الهيئة في الطرف المقابل كانت تدقق الأسماء القادمة من إعزاز وتعرض بعضهم إلى ما يشبه التحقيق حول خلفياتهم العسكرية أو انتمائهم لأحد الفصائل.
الرحلة سابقاً من اعزاز وحتى الطرف المقابل (أثناء وجود قسد) كانت تكلف الراكب (3000-3500) ليرة سورية وهذا ما دفع محمود الشريف (أحد الركاب) للتساؤل: ما الذي تغير حتى تتضاعف الأجرة؟
“من المفترض أن الأجرة يجب أن تتناقص، لماذا ندفع رسم المرور، سابقاً كنا نقول إن السبب يعود لمرورنا في (دول مختلفة)، أما الآن فما المبرر لذلك؟ هل أصبح كل فصيل دولة وحده؟”
خريطة توضح الطريق بين ريف حلب الشمالي مروراً بعفرين إلى إدلب المصدر (عنب بلدي)