افتتح اليوم السبت رسمياً معبر العيس-الحاضر في ريف حلب الجنوبي، بين المناطق الخاضعة لنظام الأسد والمناطق المحررة، وسط رفض شعبي من أهالي المنطقة، وموافقة من قبل الفصائل العسكرية المتواجدة هناك (هيئة تحرير الشام وقطاع البادية).
افتتاح المعبر (جباية أموال ونقض للمطالب)
أشارت شبكة أخبار مدينة الحاضر ومحيطها (الموالية للنظام) إلى انتهاء جميع الإجراءات اللازمة لفتح معبر العيس –الحاضر التجاري المدني، وحددت اليوم السبت 14/4/2018 موعداً لافتتاحه بعد بدء دخول سيارات البضائع منذ يوم الجمعة 13/4/2018. ودعت الشبكة المدنيين للعودة إلى قراهم عبر المعبر!
وكانت هيئة تحرير الشام قد بدأت بالتحضيرات لفتح المعبر منذ بداية الشهر الحالي، باجتماع مع وجهاء من قرية العيس، الذين اشترطوا للموافقة على فتح المعبر (عودة الأهالي إلى المنطقة، والسماح لهم بزراعة أراضيهم، وإفراج النظام عن معتقلي العيس، وتخصيص نسبة من موارد المعبر لإعادة إعمار القرية والخدمات الأساسية فيها)، في الوقت الذي رفض أهالي الريف الجنوبي هذا القرار مهما كانت فوائده، كما قوبل القرار بالرفض من (العسكريين) باستثناء القادة، على حد قول صخر دنش ممثل الريف الجنوبي في مجلس محافظة حلب.
لم تنفذ هيئة تحرير الشام أياً من الشروط السابقة، وقاموا بإزالة الركام وتجهيز الطرقات لفتح المعبر، الذي قاموا بافتتاحه بالاتفاق مع قطاع البادية المرابط في قرية العيس، بعد أن حددوا ريع المعبر بنسبة (65% للمكتب الاقتصادي لهيئة تحرير الشام و35% لصندوق قطاع البادية).
وأكد رئيس مجلس بلدية العيس لفوكس حلب “إن الهيئة وحدها ستشرف على المعبر من جهة العيس وليس لها أي شركاء فيه، وأن الكثير من الأهالي عادوا إلى المنطقة، كما أن نقاط الرباط مع قوات الأسد ما زالت على حالها، وأصبحت أكثر تدعيماً”
ويفصل المعبر بين قرية العيس والحاضر جنوب مدينة حلب (30 كم)، وبحسب وسائل إعلامية موالية إن الفرقة الرابعة قد أقامت حاجزاً في نقطة المخفر غرب الحاضر للتفتيش، في حين أقامت جبهة تحرير الشام حاجزاً في مدخل قرية العيس لتأمين مرور الشاحنات في المعبر وضمان سلامتها.
وقال ناشطون إن الهيئة سعت لفتح هذا المعبر للتعويض عن خسارتها لمعبر مورك في حماه، بعد أن سيطرة عليه جبهة تحرير سوريا، والذي كان يدرّ مئات الآلاف من الدولارات للهيئة، ورفض حركة الزنكي لفتح معبر مع قوات الأسد في حي الراشدين غرب حلب.
المعبر خطوة سلبية لشرعنة الأسد وحماية لشبيحته
قال صخر دنش “إن فعاليات الريف الجنوبي سواء المجالس المحلية أو الهيئات المدنية والعسكرية رفضوا افتتاح المعبر”، وأضاف ممثل الريف الجنوبي في مجلس محافظة حلب “إن هذه الخطوة تصب في صالح نظام الأسد وإعطائه الشرعية اللازمة، والاستسلام للأمر الواقع الذي فرضته روسيا وإيران بعد التقدم الأخير لقوات الأسد في قرى الريف الجنوبي مطلع العام الحالي”.
واتهم دنش الفصائل المسلحة “بتقديم مصلحتها المادية على الجميع، سواء الحاضنة الشعبية أو الثورة ومبادئها” كما عبر عن سخط القبائل والعشائر وأهالي القرى، بوصفه رئيس المكتب السياسي لقبيلة البوشعبان، من الهيئة والفصائل التي قبلت بافتتاح المعبر، وحماية الشبيحة والسماح لهم بالعودة إلى “حضن بشار لا حضن الوطن” بحسب قوله واصفاً هذا القرار بـ”المخزي”، فهو “يسيء إلى سمعة الثورة والثوار في الريف الجنوبي وفي عموم المنطقة”. ليتساءل في نهاية حديثه: هل العائدات المالية أهم من تثبيت النظام في المنطقة التي هُجر أهلها، وقدمت مئات الشهداء؟؟