توزيع الألعاب للأطفال المهجرين من دوما في مخيم شبيران خاص فوكس حلب
تستقبل المناطق الشرقية والشمالية في حلب الخاضعة للفصائل المدعومة من الحكومة التركية (درع الفرات) مهجري الغوطة الشرقية، منذ ثلاثة أيام، بعد ضغط شعبي في مدينة الباب (38كم عن حلب)، تجلّى في مظاهرات واعتصامات مدنية للسماح لمهجري الغوطة بالدخول، بعد توارد أنباء عن منع إدخالهم.
الدخول بالأرقام
وثقت الشرطة الحرّة ومنظمة بنفسج (المسؤولة عن خط سير المهجرين من النقطة صفر في معبر أبو الزندين إلى مراكز لإيواء)، أعداد الواصلين من مدينة دوما البالغ عددهم 2967 مهجّراً وصلوا على ثلاث دفعات (1141يوم الثلاثاء، 1196يوم الأربعاء، 630 مهجراً يوم الخميس)، منهم 41 مهجّراً تم تحويلهم إلى مشافي المنطقة، نظراً لحالتهم الحرجة بينهم خمسة أطفال، وحالة واحدة تم إسعافها إلى المشافي التركية.
خط السير ومراكز الإيواء
قال أحد المهجرين قسريّاً، لفوكس حلب “إن الرحلة استغرقت 18.30 ساعة، من دوما وحتى الوصول إلى معبر أبو الزندين، الفاصل بين قوات الأسد والمناطق المحررة، وقطعت الحافلات 485 كيلو متراً للوصول، بمرافقة من الهلال الأحمر السوري، الذي قدم للمهجرين الماء والطعام والدواء”.
وصلت قوافل الدفعة الأولى في الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم الثلاثاء 3/4/2018، وكان عليها الانتظار لمدة أربع ساعات ليسمح لها بالدخول إلى مدينة الباب.
تكفلت منظمة بنفسج بنقل المهجرين قسرياً من النقطة صفرـ وحتى مركز الإيواء في مخيم شبيران بالقرب من قباسين.
وقال أحد العاملين في المنظمة لمراسل فوكس حلب (الذي كان متواجداً هناك لحظة الوصول)، “إن هناك كادراً متطوعاً من المنظمة في النقطة صفر لاستقبال أهالي دوما، وسيارات لنقل الأمتعة، حيث تم توزيع وجبة غداء ومياه معدنية وسلة صحية وحليب وفوط أطفال”، بينما تكفلت منظمة SRD بتقديم منظومة الإسعاف والأطباء في النقطة صفر، وكان هناك تواجد لمنظمة أطباء عبر القارات والهلال الأحمر القطري.
يرافق الحافلات إلى مراكز الإيواء عناصر من الشرطة الحرة ومنظمة بنفسج، ويقوم عناصر الشرطة عند باب مركز الإيواء بإحصاء عدد المتواجدين في كل حافلة وتوثيقهم، واستلام الأسلحة الموجودة مع المقاتلين القادمين، وكتابة نوعها ورقمها لتسليمها لهم بعد الخروج من المخيم، إذ تمنع قوانين المخيم إدخال السلاح إليه، ثم تدخل الحافلات إلى قلب المخيم.
الحافلات أثناء طريقها نحو مخيم شبيران خاص فوكس حلب
في مركز الإيواء
يتم استقبال المهجرين من قبل إدارة المخيم والمنظمات الإنسانية، وتقديم وجبات من الطعام لهم، ومن ثم فرزهم إلى الهنكارات، وتقديم المعاينة الصحية لهم، ونقل من يحتاج منهم إلى المشافي، أما الحالات الباردة فيتم إسعافها داخل المخيم.
وقال محمد مسلم مدير مخيم شبيران “إن 240 عائلة تضم 950 شخصاً وصلوا إلى المخيم في اليوم الأول، تم توثيقهم في سجلات لتقديم الخدمات اللازمة لهم من مساعدات إغاثية وصحية، بالإضافة إلى سلل النظافة”.
الطاقة الاستيعابية للمخيم في الحالة العادية 1750 شخصاً، إذ يحتوي على 24 هنكاراً (خيم كبيرة) خمس منها مخصص للخدمة وواحد للطعام، وواحد للمعالجة النفسية، يتسع كل هنكار ل 60-70 شخصاً بالحد الأدنى، بالإضافة إلى كتل اسمنتية مخصصة كحمامات ومغاسل وإدارة وغرفة أطباء، ويحيط بالمخيم سور للحماية، وله باب واحد للدخول يوجد عليه الحرس.
الخدمات الإغاثية المقدمة
قام الهلال الأحمر القطري بعملية الإشراف والتنسيق بين المنظمات لتقديم الدعم المطلوب للمهجرين، ويوجد في المركز كادر من متطوعي منظمة بنفسج لإجراء عمليات التوثيق والتوزيع وتسجيل الحالات وفرزها، وقدمت منظمة سيريا ريليف 1000 سلة إغاثية و1000 سلة نظافة شخصية و2000 سلة نظافة عامة و1000 وجبة غذائية معلبة. كما قدمت منظمة إحسان الخيرية مياه الصحة وسلة تدعى (سلة الكرامة) لكل فتاة بعمر 13 وما فوق، وسلة خاصة بالنساء الحوامل. وقدمت منظمة آيدا الوجبات المعلبة الجاهزة والمياه والبسكويت، وقدمت منظمة IHH سلة إغاثية لكل عائلة منذ نزولهم من الحافلات.
الخدمات الصحية
يوجد في المخيم نقطة طبية تعالج الحالات الإسعافية، وقدمت منظمة بنفسج سيارة إسعاف لنقل الحالات الحرجة إلى المشافي، إذ تم في اليوم الأول إسعاف 16 حالة إلى النقطة الطبية، وتحويل حالتي ولادة وحالة داخلية إلى مشفى الحكمة، ليرتفع العدد الحالي إلى 136 حالة داخل المخيم، وتحويل 41 حالة إلى المشافي وحالة واحدة إلى تركيا.
سوء التغذية أهم الحالات المرضية
قال ريان الأحمد المنسق الميداني لأطباء عبر القارات “إن 17% من الواصلين يعانون من سوء التغذية، بعد إجراء المسح اللازم من قبل المنظمة”. وتعمل المنظمة على تقديم الخدمات التغذوية من خلال تقديم المتممات الغذائية والفيتامينات للأطفال والنساء الحوامل وحديثي الولادة وحليب الأطفال، وأضاف ريان “إن المنظمة استنفرت كوادرها في حماه وإدلب لوجود اختصاصين من بينهم في حالات سوء التغذية، لتقييم هذه الحالات وتقديم العلاج المناسب لهم”.
من جهتها قالت نادين طه (مديرة حالة في منظمة مرام للإغاثة والتنمية) الموجودة في المخيم، بعد أن قامت بتجهيز هنكار داخله بكافة الفعاليات اللازمة بالاتفاق مع الهلال الأحمر القطري ومنظمة بنفسج، “إن 90% من الأطفال والنساء الحوامل يعانون من حالات متدرجة من سوء التغذية، و60% منهم لديهم إعاقة مثل كسر أو بتر أو شلل”.
وتقدم منظمة مرام عبر مشروعها “حالة” الدعم النفسي والترفيهي للأهالي، والتوعية الصحية الكاملة، والتثقيف الأسري، وهناك فريق مختص بحماية الطفل والمرأة.
وصل العدد في المخيم إلى 2000 مهجّراً، فيما تم نقل الدفعة الثالثة إلى مركز إيواء في منطقة الصناعة في إعزاز شمال حلب، بينما توجه قسم قليل من المهجرين إلى داخل القرى والمدن عند أصدقاء أو أقارب لهم.
حانب من عمل منظمة مرام في مخيم شبيران خاص فوكس حلب
ثمرة الضغط الشعبي
قال مصطفى بطحيش من تنسيقية الباب “أخبرنا أحد المهجرين في الحافلات بوصولهم إلى معبر أبو الزندين، فذهبنا إلى النقطة صفر، وأخبَرَنا المترجم هناك الذي يعمل مع القاعدة التركية إنهم لن يسمحوا بدخول القافلات بحجة عدم التنسيق، انتظرنا لساعتين وعند عدم الاستجابة قمنا في تنسيقية الباب وبمساعدة الناشطين بتنظيم اعتصامات ومظاهرات في المدينةـ وصلت لأكثر من 300 شخص، للضغط على المسؤولين الذين لبوا نداءنا وأصواتنا”
من جهته قال جمال عثمان رئيس المجلس المحلي في مدينة الباب ” لم يكن هناك منع، وما حصل كان سوء تفاهم، فلم ينسق معنا أحد بوصول القوافل، وكان علينا ترتيب مراكز الإيواء واستدعاء المنظمات الإنسانية والصحية”
اعتصام الأهالي في مدينة الباب للمساح بدخول مهجري الغوطة خاص فوكس حلب