عملية الكشف عن البذار الفاسدة من قبل لجنة المهندسيين الزراعيين (خاص فوكس حلب)
موسم آخر مرّ على المزارع أحمد يحيى النعساني الذي يملك أرضاً غرب مدينة الباب (شرق حلب38كم)، دون فائدة، بل بخسارة كبيرة هذه المرة، كلّفته موسم أرضه بالكامل، إضافة إلى كلفة الفلاحة والبذار والريّ بالتنقيط الذي قام بتزويد أرضه به.
“كنت أفكر بزراعة الكزبرة، إلّا أن جمعية الأيادي البيضاء عرضتْ تقديم بذار القمح والأسمدة على الفلاحين، عن طريق المجلس المحلي، للتشجيع على الزراعة”. يقول النعساني الذي قام باستلام 200 كغ من بذار القمح من جمعية الأيادي البيضاء، ليبذرها في أرضه منذ منتصف كانون الأول 2017.
عادة ما ينبت الزرع مع الريّ الأول للأرض، إلّا أن شهران مرّا منذ بذار الأرض، قام فيهما النعساني بريّ أرضه مرتين، ناهيك عن مياه الأمطار، دون أن يظهر الزرع على حد قوله. حال النعساني كحال 57 فلّاحاً وهم الحصيلة الإجمالية لمن استلم بذار القمح من الجمعية هذا العام، وهذا ما دفع الفلاحون للبحث عن السبب وتقديم شكوى لمعرفة سلامة البذار المقدّم، فـ أبو محمد (مزارع من قرية براثا الشرقية) جنوب مدينة الباب، قال “إن أرضه هي الوحيدة التي بقيت حمراء –في إشارة منه لعدم ظهور الزرع-مقارنة بالأراضي المجاورة، والتي لم تعتمد على البذار المقدم من الجمعية”.
بذار معفّن
قال المهندس الزراعي عمر حميدي، عضو نقابة المهندسين الزراعيين الأحرار في مناطق درع الفرات، لـ فوكس حلب “إن شكاوى عديدة وصلت بعد 15-20 يوماً من بذار بعض الأراضي التي استلمت بذاراً من جمعية الأيادي البيضاء، حول عدم الإنبات في حقولهم، فشكّلت النقابة لجنة من المهندسين الزراعيين في 30/1/2018 للكشف على بعض الحقول المزروعة بالقمح، سواء المروية منها أو البعلية، وأخذ عينات منها والاحتفاظ بها”.
تجربة مخبرية لعينة من البذار المقدمة من جمعية الأيادي البيضاء (خاص فوكس حلب)
توصلّت اللجنة إلى أن البذار المقدمة كانت تحتوي على العفن ومعرضة للرطوبة “غالباً بسبب سوء التخزين”، على حد قول حميدي، الذي أكد أن نسبة الإنبات في جميع الحقول البالغة 600 دونم لم يتجاوز 1%.
ولقطع الشك باليقين قامت اللجنة بتجربة في المختبر لاختبار عملية انبات هذه البذار “من خلال زراعتها في ظروف ملائمة من الحرارة والريّ، في المختبر-جرى توثيق التجربة بالفيديو في 3/1/2018-إلّا أن نسبة الإنبات في البذور كانت (صفراً) بعد أسبوع من التجربة في 8/1/2018. كما بقيت النسبة على حالها بتاريخ 28/1/2018، وهذا ما أكد لنا أن البذار المعفنة لن تنبت مطلقاً”.
الصورة للبذور في التجربة بعد أسبوع من الزراعة ونسبة الإنبات (صفر) (خاص فوكس حلب)
الأيادي البيضاء ترفض التعليق
بالتواصل مع الجمعية سواء بزيارة مقرها الكائن في إعزاز، أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، رفض القائمون عليها الرد على استفساراتنا المتعلقة بموضوع البذار.
المجلس المحلي يتنصل
على الرغم من صدور مجموعة من التقارير الإخبارية، تقول إن المجلس المحلي بالتعاون مع الأيادي البيضاء قام بتوزيع 200 كغ من البذار على 57 فلّاحاً في مدينة الباب بتاريخ 14/12/2017 (نفس البذار)، إلّا أن المجلس المحلي في المدينة رفض الإدلاء بتصريح لـ فوكس حلب حول الموضوع، محتجاً بأن الأمر لم يتم عن طريقه، بل قدم المجلس فقط المكان الذي التقى فيهه الفلاحون مع مندوبي الجمعية.
600 دونم جديدة تضاف إلى الأراضي التي تراجعت الزراعة فيها في المنطقة، نتيجة شح المياه والألغام التي خلفتها داعش، وهجرة المزارعين أيام حكمهم، ويبقى السؤال: من سيعوض الفلاحين المتضررين؟؟ وهل تستورد البذور الفاسدة دون أن تخضع للفحص؟؟.
الصورة لأرض زراعية في مدينة الباب بعد شهرين من البذار دون إنبات (خاص فوكس حلب)