“كنا نأمل بانخفاض الأسعار بعد بدء دخول الوقود الأوربي إلى المناطق المحررة في الشمال السوري، لكنها ارتفعت!” يقول أبو محمد (أحد سكان مدينة الأتارب).
فأجرة راكب “السيرفيس” من مدينة الأتارب وحتى سرمدا (15كم) ازدادت بنسبة 25%، بينما ارتفعت أجرة الراكب من إدلب وحتى سرمدا(30كم) بنسبة 50%، منذ أن قطع خط المازوت الذي يمر بمدينة عفرين -نتيجة المعارك الدائرة فيها- كما “ارتفعت أسعار الخبز بمعدل يتراوح بين (25-50 ليرة سورية)، وانخفضت ساعات عمل المولدة الكهربائية (الأمبير) من خمس ساعات إلى ثلاث” بحسب أنس تامر من مدينة إدلب.
وعلى الرغم من دخول الدفعة الرابعة المقدرة ب200000لتراً من المحروقات الأوروبية (مازوت-بنزين) إلى المنطقة، إلّا أن سعر الوقود ما زال مرتفعاً، ولا يناسب دخل المواطن في المناطق المحررة. إذ تراوح سعر لتر المازوت بين(350- 400) ليرة سورية، بينما تراوح سعر البنزين بين( 500-550) ليرة، مسجلاً ضعف السعر الذي كان عليه قبل إغلاق طريق عفرين، حيث كان سعر أفضل أنواع المازوت لا يتجاوز 200 ليرة سورية، على حد قول تاجر الوقود محمد الأحمد.
وكانت شركة “وتد للبترول” -وهي شركة خاصة تأسست بداية هذا العام بأقسام أربعة: محروقـات وتـد، مراكز وتد للغاز، محطات التكرير، أســـواق وتد- قد أبرمت اتفاقاً لاستيراد الوقود الأوربي، عبر الأراضي التركية إلى الشمال السوري “لتأمين احتياجات السوق من المازوت والبنزين والغاز، وتحديد الأسعار في المنطقة، وكسر احتكار التجار لهذه المواد” بحسب صفحتها على الفيس بوك.
وقال أبو عبد الرحمن الشامي رئيس المكتب الإعلامي للمكتب التجاري (النفط) في حكومة الإنقاذ “إن الحكومة سهلت دخول هذه المواد، ولم تفرض -هي أو الجانب التركي- أي رسوم ضريبية على هذه المواد المستوردة، لتخفيض سعر الوقود في المنطقة. كما تم اعتماد شركة وتد للبترول لاستيراد المحروقات الأوربية وتلبية حاجة السوق”.
ويصل الوقود إلى سوق سرمدا للمحروقات، الذي ينضوي على أسواق وتد، من دول أوروبية وتمر عبر الأراضي التركية، وتدخل من معبر باب الهوى، ليتم توزيعها على أربعة مراكز تقوم بتوزيع المحروقات على التجار والموزعين بواقع 1000 لتر لكل تاجر. وتقوم الشركة بتحديد أسعار المواد في الأسواق ومنافذ البيع، وتفرض عقوبات رادعة بحق المخالفين بالتعاون مع حكومة الإنقاذ، تتضمن غرامات مالية ودعاوى قضائية في حال تكررت المخالفة.
وقالت الشركة عبر تقرير نشرته على صفحتها على الفيس بوك “إن أسعار الوقود تراجعت بعد دخول البترول الأوروبي إلى الأسواق”، الأمر الذي لم يلاحظه سكان المنطقة. فبائع المازوت قاسم ملاية أغلق محله بعد ارتفاع أسعار المازوت وقال لفوكس حلب “سمعنا على غرفة بيع المازوت الأوروبي أنو فيه مازوت بساحة سرمدا بمبلغ 30000، ولما وصلنا لهونيك طلع كل هالحكي مالو صحة، برميل المازوت بين 70 و87 ألف ليرة وهاد السعر ما بيناسب للشغل، بس الناس مضطرة”. ورأى قاسم “أن هذا المازوت مجهول بالنسبة للبائعين والناس وما منعرف مدى جودتو”، في حين اعتبر وسيم عبيد تاجر محروقات “أن الكميات المستوردة غير كافية لتلبية احتياجات السوق، كما أن الأسعار مفاجئة، فقد كنا نتوقع انخفاضاً في السعر، أو عودته إلى ما كان عليه قبل قطع الطريق مع عفرين”.
في الوقت الذي اعتبر أبو محمد (مصلح سيارات) المازوت الأوربي يمتاز بالجودة التي ستخفف من أعطال السيارات ولكن يجب دراسة سعره من جديد، أما سليم أبو محمد من مهجري حلب قال “إن غلاء الأسعار اختلقه التجار، وإن معظم هذه المحروقات كانت موجودة أصلاً في الأسواق وتباع الآن على أنها أوروبية” مقارنا تجار اليوم ب “مخلوف وشاليش” في إشارة منه للتجار المحتكرين المقربين من نظام الأسد. ليخلص إلى القول ” الواقع يسوء في كل يوم، والتجار اجتمعوا على إثقال كاهل المواطن المكسور”.