في الصورة علبة توزيع الكهرباء لخطوط الأمبير في مدبنة اعزاز – فوكس حلب
يدفع محمود حطاب (نجار موبيليا في مدينة اعزاز شمال حلب) مبلغ 60 ألف ليرة سورية شهرياً، أي ما يعادل (115$)، ثمن 16أمبيراً من الكهرباء، لا تكفي لتشغيل آلة واحدة في ورشته. إذ يبلغ سعر الأمبير الواحد أسبوعياً، بساعات تشغيل لا تتجاوز سبع ساعات،1100 ليرة سورية، (2.5$)، و1300ليرة، (3$)، لعشر ساعات.
ومنذ غياب الكهرباء عن معظم المناطق المحررة لجأ السكان إلى الحلول البديلة (مولدات الأمبير) التي باتت حاجة ملحة. وبحسب دراسة أجريت في إعزاز فإن متوسط حاجة العائلة من الأمبيرات هو (3أمبيرات) لتشغيل الإنارة وبعض الأدوات الكهربائية الأساسية؛ مع العلم أن متوسط حاجة الفرد الواحد من الكهرباء بحسب وزارة الكهرباء العاملة في النظام هو 9 أمبير، حيث قدرت حاجة الفرد بـ950 كيلو واط سنوياً، كل كيلو واط يساوي 3.5 أمبير، في حين يتجاوز متوسط حاجة الفرد من الكهرباء في دول مجاورة كالسعودية والكويت 15000كيلو واط.
بحساب بسيط نجد أن معظم العائلات في المنطقة تحتاج إلى مبلغ 13200ليرة سورية (30$)، وهو ما يعادل ثلث متوسط دخل الفرد في المناطق المحررة، ثمناً لسبع ساعات من الكهرباء المقتصرة على الإنارة والتبريد.
مولدات الأمبير إلى زوال
قال محمد عمر مصطفى مدير المكتب الخدمي في مدينة إعزاز “إن المجلس المحلي قام بتوقيع عقد مع جمعية الرسالة التركية الخاصة، لتزويد المدينة بالكهرباء باستطاعة 30 ميغا بايت مبدئياً، لمدة عشر سنوات”. وسيتم تزويد المدينة بالكهرباء: إما عن طريق مولدات ضخمة تعمل على الفيول، أو من خلال بناء محطة حرارية خاصة بحسب الاتفاق مع الشركة التركية التي ستتكفل بإيصال الكهرباء إلى المدينة (24ساعة) دون انقطاع. كما ستتكفل بجميع أمور الصيانة ومد الشبكات خلال فترة أقصاها ستة أشهر، وسيحصل المجلس “على نسبة من الرسوم المستوفاة لم تحدد بعد” على حد قول المصطفى.
وكانت أعمال الترميم لمباني الكهرباء الموجودة في المنطقة قد بدأت بالفعل منذ شهر لاستخدامها كمقرات للشركة، ومستودعات لقطع التبديل والصيانة، لتبدأ المرحلة الثانية وهي مد الشبكات. حيث ستعتمد الشركة على الشبكات الهوائية بالإضافة إلى الأرضية، وفي وقت لاحق سيتم الاستغناء عن الشبكات الهوائية وذلك لصعوبة إصلاحها وكونها أكثر عرضة للسرقة بحسب رئيس المكتب.
وستعتمد الشركة التركية، بحسب المصطفى، على الأيدي العاملة السورية بنسبة 90%. إذ يتواجد الآن 65 عاملاً في إعزاز كانوا قد تركوا عملهم في مديرية كهرباء النظام منذ بداية الثورة، ويقوم المجلس بصرف رواتب رمزية لهم ريثما يتم إدراجهم للعمل في الشركة الجديدة.
وعن الكلفة وطريقة الدفع، قال رئيس المكتب الخدمي “يتوجب على المواطن دفع ثمن ساعة الكهرباء الجديدة، بالإضافة إلى بطاقة بنكية توضع داخل الساعة وتشحن من مراكز سيتم استحداثها في المنطقة، ستتوقف الكهرباء بمجرد انتهاء البطاقة، ويتوجب على المواطن إعادة شحنها”.
الأسعار مجهولة
لا يعرف المجلس المحلي سعر الكيلو واط من الكهرباء الذي يتوجب على المواطن دفعه !! ولكن رئيس المكتب الخدمي قال إن السعر يتجاوز سعر الأمبير الحالي بمبلغ قليل مع ساعات تشغيل مستمرة. كما اعتبر المصطفى هذا العقد “خدمة للمواطن وحلاً لمشاكل الكهرباء، الأمر الذي سيحسن من وضع المدينة صناعياً ومعاشياً”. وأكد رئيس المكتب أن هذه الخطوة ستتبعها خطوات لاحقة لتزويد ريف إعزاز وكافة المناطق الشمالية والشرقية لمدينة حلب بالكهرباء.
مصير المولدات
يوجد في مدينة إعزاز وحدها ما يقارب 100 مولدة باستطاعة وسطية 500أمبير، كلها سينتهي عملها عند البدء بتشغيل الكهرباء الجديدة. يقول محمد أحمد قرعان (مالك لعدد من المولدات في إعزاز) عند سؤاله عن مصير المولدات “ليس هذا بالأمر المهم، فللمولدات أعمال أخرى وهي لن تقف. ستكون في المعامل والمشاريع وغيرها من الأعمال التي تحتاج الطاقة الكهربائية” واصفاً عمله الحالي “بوجع الراس”.
في الوقت نفسه يرى العامل أمجد محمد رياض أن هذه الخطوة إن تمت فستريح الجميع، حتى وإن زاد السعر بنسبة بسيطة، خاصة إن توفرت الكهرباء على مدار الساعة. ويعتبر نجار الموبيليا محمود حطاب هذه الخطوة إيجابية ستؤدي إلى انخفاض الأسعار، فالجميع يضيف ثمن وقود المولدات والأمبير على بضاعته و”مو رايحة غير على المواطن”.