لم تمنع الإعاقة الجسدية أبو إسماعيل، محمود الدبيبي من الوقوف إلى جانب الثورة التي تمثلها في جميع مفاصلها، من خلال المشاركة في مظاهراتها والانتماء لها.
ابن معرة النعمان الذي ولد عام 1978، أراد أن يوجه رسالة للسوريين في كل مكان، في سوريا طاقات إبداعية تعمل على الرغم من الظروف القاسية والدمار والموت، في تحويل الأشياء التالفة وقصاصات الخشب وكرات الأطفال البلاستيكية إلى مجسمات فنية جميلة وبإمكانيات بسيطة.
في الصورة أبو اسماعيل.
بدأت هواية أبو إسماعيل في صناعة المجسمات منذ عام 2000، بعد أن أكتسب خبرة في الحفر على الخشب من خلال عمله لدى نجار موبيليا، ليبدأ بصناعة مآذن المساجد التي كانت تستهويه في حياته، بعد أن تحول للعمل كخادم لمعهد الإمام النووي في معرة النعمان.
حاكى أبو إسماعيل مئذنة الجامع الكبير في معرة النعمان، وصنع مجسمات للمساجد والمدارس والأبنية، ليهديها لأصدقائه ويبيع بعضها، حتى استطاع الحصول على بعض المعدات الخاصة التي تساعده في عمله.
الصورة لمجسم مئذنة الجامع الكبير في المعرة.
منذ بداية الثورة وأبو إسماعيل يلتقط تفاصيل الأماكن المهدمة، يريد أن يصنع مجسمات للأجيال القادمة لتساعدهم في إعادة الأبنية الأثرية التي هدمتها الطائرات، يعتمد في صناعتها على الخشب وبعض الأشياء المرمية من “الغربول” وكرات الأطفال البلاستيكية وأحجار الشطرنج، التي يهيئها لتبدو قريبة من الحقيقة.
ويصنع أبو إسماعيل المجسمات التي تبدو كأعلام الثورة، وقام مؤخراً بصناعة مجسم على شكل خريطة لسوريا، وضع فيها علامات المحافظات السورية كقلوب ولون الخريطة بعلم الثورة.
الصورة لمجسم من أحد أعمال أبو اسماعيل.
يحلم أبو إسماعيل بمعرض لمجسماته، يمنعه ضيق الحال من صناعتها، يخطط لصناعة قلعة حلب ونواعير حماه والساعات الأثرية التي قصفت، ويتمنى أن يحالفه الحظ في ذلك.
يزرع أبو إسماعيل الابتسامة على وجوه الصغار من خلال صنع مجسمات سريعة لهم من حبات الفاكهة وكرتون “لمبات التوفير”، ويترك لعفوية أحلامه أن تشابه ابتسامات الصغار في نشر الجمال أينما حل.