تستعد فصائل درع الفرات بمساندة الجيش التركي، منذ يوم أمس لدخول المناطق المحررة من محافظة إدلب وريف حلب الغربي، التي تسيطر هيئة تحرير الشام على القسم الأكبر، ويأتي هذا التحرك وبحسب وسائل الإعلام التركية “لحماية المدنيين، والوقوف في وجه تمدد قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة، وتنفيذ مقررات مؤتمر الاستانة 6 الأخير”، وتداولت وكالات الأنباء “أن هذا التدخل سيتم بتغطية جوية روسية، وقوات تركية برية”.
فوكس حلب أجرى استطلاعاً للرأي بين ناشطي وثوار المناطق المحررة في ريف حلب الغربي والشمالي والشرقي، حول دخول القوات التركية إلى محافظة حلب والتغطية الجوية الروسية.
إسماعيل العبد الله ناشط مدني من مدينة حلب
” أنا ضد أي تصعيد أو قصف في المنطقة من مهمته زيادة عدد القتلى والدمار في المنطقة، فالتدخل العسكري لن يؤدي إلى استقرار المنطقة، بل العكس سيزيد من معاناة المدنيين الذين يدفعون في كل مرة الفاتورة الأكبر لكل التسويات والمعارك دون أن يؤخذ رأيهم”.
ورأى العبد الله، أن الحل الأفضل الآن “هو تدخل تركي بالاتفاق والتنسيق مع هيئة تحرير الشام، بدون مواجهات ستؤدي إلى كارثة في المنطقة التي تحتوي على 3ملايين شخص”.
ورفض العبد الله “التغطية الروسية التي تحدث عنها الإعلام التركي”، بكافة أشكالها سواء “كتغطية جوية أو شرطة روسية على حدود إدلب أو داخلها”.
سعد حربا من مدينة حمص مدرس تاريخ سكن في مدينة حلب حتى تهجيرها القسري مقيم في ريف إدلب
“إن التدخل التركي غير مرحب به بالأحوال الطبيعية، ولكنه الآن خيارنا الأفضل وذلك لأن تركيا دولة صديقة”، واشترط حربا “أن يكون التدخل دون مساندة روسية، فالروس عدو لنا هم الآن يقصفون دير الزور والرقة والميادين وقبل أيام قاموا بمجازر في إدلب “.
ويرى الحربا أن “الحل الآن عند هيئة تحرير الشام، فهي تضم الكثير من أبناء مناطقنا لتجنب دخول أي طرف خارجي في الصراع، حتى لو كانت تركيا فهو شأن داخلي سوري سوري، وعلينا نحن أن نواجههم في حال لم يقبلوا بحل أنفسهم”.
أبو العز الحلبي ناشط إعلامي من ريف حلب الغربي
” إن أفضل السيناريوهات هو التدخل التركي بالتنسيق والاتفاق مع هيئة تحرير الشام، تجنباً للاحتكاكات والحرب ضمن المدن”، ووصف الحلبي روسيا ب “عدو الشعب السوري وليس الضامن لحقوقه”.
يوسف حسين عضو نقابة محامين حلب الأحرار
” نتمنى أن يكون التدخل التركي بالتوافق مع فصائل الجيش الحر الموجودة في المنطقة، وعلى هذه الفصائل التي خذلت الثورة كثيراً أن تعود إليها، وتعمل على وحدة الصف منعاً لحدوث مواجهة محتملة سواء بين الجيش التركي أو الجيش الحر القادم من الريف الشمالي مع هيئة تحرير الشام”.
أما عن التغطية الروسية المحتملة، فقال الحسين “أرفض أي تدخل أو تغطية من العدوان الروسي في المعارك، لأنهم أعداء ومجرمون ولن يكونوا في يوم من الأيام نصيراً للثورة أو الجيش الحر”.
ولم تصدر نقابة محامين حلب الأحرار أي بيان يعبر عن رأيها حتى تاريخ اللحظة بحجة ” عدم وجود معالم واضحة حتى الآن”.
المحامي أحمد الحريري عضو نقابة محامين حلب الأحرار ورئيسها السابق ورئيس المكتب التنفيذي
“إن أصدقاء الشعب السوري هم من أجبروا السوريين على القبول بالأمر الواقع ضمن خطط مرسومة ومدبرة مسبقاً”، ويعتبر الحريري “أنه كان من الأجدى لأصدقاء الشعب السوري دعم الثورة بالسلاح النوعي ومساعدتها إدارياً ومدنياً لا أن يتدخلوا بشؤونها ويحرفوا مسارها كيفما يشاؤون عبر الدعم المسيس المشروط، الذي نتج عنه انعدام الإرادة لمعظم الفصائل وعدم الحرية في اتخاذ القرار”.
وأكمل الحريري “إن التدخل التركي أمر واقع، وعلى الثوار التعامل معه على هذا الأساس كونهم حلفاء لنا”، أما فيما يتعلق بالتغطية الجوية الروسية، فرأى الحريري “إن هذا الاتفاق إن تم يعتبر بمثابة شرعنة لجرائم الروس السابقة والحالية والمستقبلية، فلا يمكن أن يكون القاتل والمجرم ومدمر المدن من شرق سوريا إلى غربها ضامناً أو في موقع حليف الحليف”.
علي شيخ عمر ناشط ثوري في الريف الشمالي عضو مجلس مدينة حلب السابق
“نعم للتدخل التركي في إدلب لحق الدماء والحفاظ على ما تبقى من متطلبات الثورة، فنحن بحاجة إلى سلطة واحدة تقودنا بعد أن أثبتنا كثوار فشلنا على كافة الأصعدة سياسياً وعسكرياً ومدنياً وإدارياً”.
خيرو داود ناشط في الثورة السورية من مدينة حلب
“إن التصريحات التركية بشأن التغطية الجوية الروسية للمعارك في محافظة إدلب، شكلت صدمة كبيرة وأثرت في الحالة الشعبية، فالثوار لم يقبلوا بالروس كضامنين فكيف سيقبلون بوجودهم كطرف مشارك في الثورة ضد أي فصيل” واتهم خيرو “بالخيانة” كل من يشارك مع الروس في المعركة.
وأكمل خيرو “إن التدخل التركي بشكل منفرد مقبول، أما بوجود الروس فهو خيانة للثورة”.
واستغرب الناشط المدني صمت “الكتل والهيئات السياسية والثورية”، فهم على حد قوله “أخذوا وضعية الصامت ولم يصدر عنهم أي تصريح أو بيان ولا يتعدى رأيهم بعض التحليلات الشخصية دون إصدار بيان ثوري واضح”.
وعبر خيرو عن خوفه من ” أن يقوم المجتمع الدولي بالضغط على تركيا لتسليم المناطق إلى نظام الأسد وحلفائه، بعد السيطرة عليها”.
المهندس محمد جلو أمين عام مجلس محافظة حلب الحرة
“نحن مع التدخل التركي لوقوفهم إلى جانبنا منذ بداية الثورة، وننظر إلى التدخل الحالي من وجهة نظر حماية الشعب السوري وتجنيب المنطقة المزيد من القتل والدمار”.
ورفض جلو التغطية الجوية الروسية قائلاً “لقد أصدرنا منذ أسبوعين بياناً حول اعتبار روسيا ضامناً لعملية القتل لنظام الإجرام في دمشق، وليست ضامناً للحل السياسي في سوريا”.
مروان الحلو عضو مجلس محافظة حلب الحرة
“نحن مع التدخل التركي لأنه يحافظ على البعد الاستراتيجي في المنطقة، وقد لمسنا منه الصديق المباشر خلال مفاصل الثورة السورية”.
عمر بيسكي ناشط ثوري من مدينة حلب
“إن أي قوة تدخل بتغطية من المحتل الروسي فهي مثله قوة محتلة”.
هشام المتحدث باسم حركة 15/3
قال المتحدث باسم حركة 15/3 في الريف الغربي، لمدينة حلب “نحن في الحركة مع التدخل التركي ونرفض التغطية الروسية، ولا نقبل بها وسنصدر خلال الساعات القادمة بياناً يوضح مسارنا في هذه القضية”.
الدكتور تيسير أبو عادل
“أتوقع أن الدخول التركي ذو فائدة لنا في الوقت الحالي مع ضابط عدم الاقتتال بين الفصائل”.
وسام الأحمد ناشط ثوري في ريف حلب الشمالي اعزاز
“إن تركيا للأسف تتدخل بما يوافق مصالحها الشخصية وحماية أمنها القومي، وليس لمصلحة الشعب السوري وهذا ما يوضحه حديث وسائلها الإعلامية عن الاتفاق التركي الروسي للدخول إلى إدلب”.
وأكمل الأحمد “لم نعد كثوار نمتلك قرارنا، ففي حال تم رفض التدخل الروسي التركي، هناك التلويح بتدخل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً”.
جمعة محمد ناشط ثوري يعمل لدى وكالة الفرات
“إن الإعلام العربي نقل ترجمة خاطئة للتصريحات التركية الأخيرة، واليوم نفى الإعلام التركي أي تدخل روسي أو تغطية روسية لمعركتها في محافظة إدلب”.
غياث أبو خالد عضو المجتمع المحلي في الريف الشمالي
“إن الشعب السوري يفتقر للسياسة، ويظن أن تركيا ونظراً لوقوفها مع الثورة فهي على عداء مع روسيا أو إيران، وهذا الكلام مجانب للحقيقة، فتركيا حليف اقتصادي واستراتيجي لروسيا وكل السفن والبوارج الحربية وحاملات الطائرات مرت عبر الأراضي التركية لتصل إلى سوريا في السابق”.
وأضاف أبو خالد ” لقد فشلنا كثوار على كافة الأصعدة السياسية والإدارية والعسكرية، ولدينا تعطش للسلطة، فلذلك فشلت تجربة سيطرة القاعدة والفصائل العسكرية على المفاصل السياسية والمدنية والعسكرية، كما فشلت درع الفرات حيث بات كل رئيس مجلس محلي يمثل دولة مستقلة بحد ذاته، قبل التدخل التركي فيها”
وأكمل أبو خالد “منذ عام 2015 نحن مسلوبي الإرادة وعبارة عن أحجار شطرنج بيد اللاعبين الدوليين، ففصائلنا عاجزة عن إطلاق رصاصة واحدة باتجاه عين دقنة أو تادف ونفعل كل ما يملى علينا”.
حكمت شيحان ناشط يعمل لدى منظمات المجتمع المحلي
“إن روسيا دولة احتلال ولا نقبل بأي تحالف معها”.
وأضاف شيحان “لو كان هناك قيادة واعية وقوية للجيش الحر لما كنا بحاجة إلى الاعتماد على تركيا، وكان من المفترض الوقوف إلى جانب هيئة تحرير الشام ولكن الثورة انتهت بسقوط حلب واحتلالها”.
ماهر أبو عمر من ثوار مدينة الباب
“انا ضد التدخل الروسي ولن نقبل به حليفاً وعلينا العمل ضد هذا الاتفاق وإبداء الرأي وعدم السكوت”.
أكرم بطحيش عضو تنسيقية مدينة الباب
“إن مصالحنا اليوم تلتقي مع للمصالح التركية لحماية مناطقنا المحررة من أطماع قوات سوريا الديمقراطية ونظام الأسد، وخاصة بعد حالة اليأس والفشل التي عمت مناطقنا بعد سقوط مدينة حلب”.
وأضاف بطحيش ” إن تركيا هي الحليف الأول والأكبر للثورة السورية، ونحن مع التدخل التركي محافظة على جغرافيا المنطقة”.
أبو يزن عبد الرحمن حاج أحمد ناشط من مدينة حلب
“إن روسيا دولة محتلة ولن تكون حليفة لنا ونرفض تدخلها حتى لو كانت تحت العباءة التركية”.
محروس عبد الرحمن ناشط ميداني من مدينة حلب
” الطيران الروسي هو من قتلنا وشردنا من مدينتنا وبيوتنا فكيف سنقبل بوجوده كطرف إلى جانبنا؟؟”.
نجوى أحمد مدربة فنون وناشطة من مدينة حلب
” لا أعتقد أن هناك توافق تركي روسي، أنا مع التدخل التركي إن حقق مصالح الشعب واستقراره دون مشاركة روسية”.
أبو عبد الرحمن أحد عناصر هيئة تحرير الشام
“بعد التصريحات التركية الأخيرة بعملية في إدلب وبغطاء من الطيران الروسي المجرم عدونا اللدود والحليف الأول لقوات نظام الأسد، فمن يرضى بمقاتلة المجاهدين بدعم روسي فلا فرق بينه وبين شبيحة الأسد”.
واتهم أبو عبد الرحمن “درع الفرات هو درع للجيش التركي وحماية حدوده وليس لنصرة الإسلام وحماية المدنيين كما يدعي”.
وتساءل أبو عبد الرحمن “لماذا لم يعط درع الفرات في الشمال السوري الضوء الأخضر، بإطلاق طلقة واحدة على المناطق الكردية او تلك التي تسيطر عليها قوات النظام؟؟”
وأكد أبو عبد الرحمن ” على رفض دخول القوات التركية، ودعا الثوار والمدنيين للوقوف في وجه من يريد إجهاض الثورة”.