بدأت المجالس المحلية في ريف حلب الشمالي منذ شهر أعمال ترميم وترقيع الطرقات المتهالكة في القرى والمناطق التابعة لها، بالاعتماد على مادة الإسمنت والرمل الفراتي كبديل عن “الزفت”، المادة الأساسية التي يعتمد عليها لتعبيد الطرقات في جميع أنحاء العالم، نظراً لعدم وجود “المجابل”، وعدم استجابة الحكومة التركية لطلبات “التزفييت” المقدمة من المجالس المحلية، بحجة “أنه ليس وقت التزفييت المقرر من قبل الحكومة”.
وقال طاهر الجاسم رئيس مجلس قرية الزيادية في ريف حلب الشمالي “إن مناقصة ترميم الطرقات بالإسمنت جاءت نتيجة للضرورة القصوى، فالشارع الوحيد في القرية لا يصلح للمشي فكيف لمرور السيارات، بعد الكسور والحفر التي ملأته نتيجة الحمولة الكبيرة للسيارات التي تمر من خلاله، بالإضافة إلى القذائف والصواريخ التي أحدثت اضراراً كبيرة في الشارع، وحفراً بأحجام كبيرة، ناهيك عن شكاوى المواطنين التي تتزايد في كل يوم”.
وكان المجلس في قرية الزيادية قد أعلن عن مناقصة لترميم الطريق بكلفة (1,5) مليون ليرة سورية، منذ بداية شهر أيلول، جرى من خلالها ترميم 57متراً مكعباً في الطريق الرئيسي للقرية.
استخدم في عملية الترميم “الرمل الفراتي والإسمنت” إضافة إلى “الحديد” في ترميم الحفر الكبيرة، ويحتاج كل متر مكعب إلى (متر مكعب من الرمل و7 أكياس من الإسمنت لترميمه) حيث بلغت كلفة المتر المكعب الواحد 21000 ليرة سورية.
واعتبر الجاسم أن هذا “الحل مبدئي ريثما يتم تزفييت الطرقات في خطة العمل للصيف القادم، بعد أن راسلنا والي كلس من أجل التزفييت، ليأتينا الرد على لسان نائبه “أن هذا الوقت هو ليس وقت تزفييت الطرقات المقرر من قبل الحكومة”.
الصورة لجانب من أعمال ترميم الطرقات في قرية الزيادية.
الصورة لجانب من أعمال ترميم الطرقات في قرية الزيادية.
محمد العلي مدير مدرسة الزيادية قال لمراسل فوكس حلب “إن طرق القرية كانت محفرة بشكل كبيرة، وكان هناك حفرة كبيرة أمام المدرسة بمساحة 200 متر مربع أمام باب المدرسة تعيق دخول الطلبة صيفاً، أما في الشتاء فيصبح الدخول مستحيلاً” كما وشكر العلي المجلس لقيامه بترميم الطرقات.
الصورة من أمام مدرسة الزيادية بعد انتهاء عملية ترميم الطريق.
من جهته اعتبر السيد محمد أحد أهالي قرية الزيادية أن “عملية الترميم ناقصة”، فالإسمنت لا يفي بالغرض على حد قوله “بكرا بتمر سيارتين محملات بينكسر الطريق وبترجع حليمة لعادتا القديمة”.
ليست حال طرق قرية تركمان بارح في ريف حلب الشمالي بأفضل من طرق الزيادية، وهذا ما دفع مجلس القرية أن يحذو حذو مجلس الزادية بتقديم خطة عمل لترميم الطرقات بطريقة “صب البيتون”، وقال رئيس المجلس “إن هناك 45 متراً مكعباً من طرقات القرية بحاجة إلى ترميم” وقدر رئيس المبلغ الكلفة ب “859500 ليرة سورية” وأضاف رئيس المجلس “بالإضافة إلى قدوم فصل الشتاء فإن الطرق المحفرة دفعت الكثير من الأهالي لتغطيتها بالتراب، وهذا ما أدى إلى انتشار الغبار الكثيف وحصول العديد من الحوادث”.
الصورة لطريق الزيادية بعد الانتهاء من عملية الترميم.
المهندس أحمد الخلف قال لمراسل فوكس حلب، “إن الإسمنت وحده لا ينفع لتعبيد الطرقات بدون شبكة من مادة الحديد، وذلك لأن الإسمنت قصِف -أي لا يمتلك مرونة- كي يستعمل في الطرقات وهذا ما سيؤدي إلى تكسّره خلال فترة قصيرة، وخاصة إن مرّت فوقه سيارات محملة بأوزان ثقيلة، بالإضافة إلى أن تأثر الإسمنت بالعوامل الجوية تكون أكبر من مادة الزفت و سيتفتت إن لم يتم وضع فواصل مطاطية لامتصاص التأثيرات الناتجة عن عملية التمدد والتقلص”.
تواصلت فوكس حلب مع مجبل الزفت الوحيد الذي فتح في المنطقة منذ أيام، وأكد لنا أن “تكلفة المتر المربع من الزفت بسماكة 5سم مع الدحل 9دولارات” أي ما يعادل ربع تكلفة المتر المربع من البيون!!!.