على عكس عادة يوم الأحد في سوق الأتارب، حيث يقام اسبوعياً في هذا اليوم “بازاراً”، تؤمه الناس من المدينة والقرى المحيطة بها، فتمتلئ الأسواق بالبضائع وبسطات الخضار والألبسة والزحام، بدا السوق في هذا اليوم شبه فارغ، بعد أن عاود طيران الأسد وحلفائه الروس استهداف القرى والبلدات في مدينة إدلب وريفها والريف الغربي لمدينة حلب، حيث استهدفت الطائرات صباح اليوم قرى “كفر حلب وكفر حمرة وأطراف مدينة الأتارب والفوج 46” لأول مرة منذ شباط الماضي، بعد اتفاق خفض التصعيد الذي أقر في مؤتمر الآستانة 2.
الصورة من “بازار” مدينة الأتارب.
وقال، مراسل فوكس حلب “إن الطائرات الروسية، شنت صباح اليوم عدة غارات، على قرى كفر حمرة والفوج 46 وكفر حلب، مخلفة شهيداً وعدداً من الجرحى” بحسب احصائيات الدفاع المدني.
وأفاد ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي، أن الطائرات الروسية “وسعت نطاق غاراتها الجوية لليوم السادس على التوالي، لتشمل ” مدينة جسر الشغور وقرى الزعينية وبداما والغسانية المحيطة بها” وقرية “خان السبل” التابعة لمدينة سراقب، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، كما استهدف الطيران قرى “تفتناز ومعارة وأورم” في ريف إدلب الشمالي، و”كفر سجنة” في ريف إدلب الجنوبي، بالإضافة إلى “خان شيخون وأرمنايا وسكيك وعطشان”.
وفي مقابلات أجراها مراسل فوكس حلب في مدينة الأتارب، للحديث عن الضربات الجوية الأخيرة، قال الأستاذ شام العلي “المشكلة تكمن في أن الفصائل المسلحة قد بدأت المعركة الأخيرة دون تحضيرات سابقة، حيث اكتفت بالهجوم من نقطتين – الريف الجنوبي لإدلب وبعض قرى حماه-، ما أعطى مسوغاً لطيران الأسد بقصف القرى والبلدات المشمولة باتفاق خفض التصعيد، وخاصة أن المعركة أتت بعد اتفاق الآستانة 6” واعتبر العلي “أن المعركة خدمت قوات الأسد”، الأمر الذي أيده الشيخ محمد العلي، حيث قال لمراسل فوكس حلب “أنا لست مؤيداً للمعركة العسكرية الأخيرة، حتى لو استطعنا الحصول على بعض النقاط من قوات الأسد، فالضغط الجوي الذي نتعرض له أكبر بكثير من طاقتنا على الاحتمال، وخاصة أن هذه الطائرات استهدفت مراكز الدفاع المدني والمشافي والنقاط الطبية، وليس من المستبعد أن تستهدف المدارس، كعادة طيران الأسد سابقاً” وأكمل الشيخ محمد العلي، المهجر من مدينة حلب “نحن أكثر الناس معرفة بوحشية نظام الأسد، فحين نخفق في أي عمل عسكري سيستهدف المدنيين أينما وجدوا، الناس هجرت من بيوتها في حلب، فأين ستذهب من جديد؟”.
أما أحمد أبو العز، فقد رأى “أن نظام الأسد لا يفهم إلا بلغة القوة، ولن ينصاع ويجلس إلى طاولة مفاوضات تعطينا بعض حقنا، إلاّ من خلال عمل عسكري قوي على الأرض يتواكب مع الحل السياسي، وهو لن يقبل بأي حل سياسي، وسيواصل تقدمه في المناطق المحررة إن لم نستطع الوقوف في وجهه وتحرير أراضينا”.
ويقف أبو العز مع “كل مقاتل على الأرض السورية يقف في وجه النظام أيّاً كان الفصيل الذي ينتمي إليه، مطالباً بفتح جميع الجبهات لإشغال النظام وإجباره على القبول بحل سياسي، يكون رحيل الأسد أول شروطه وأولوياته”.
في حين يرى خالد الخالدي أبو صالح “مفاوضات الأستانة مخجلة بحق السوريين، فهي لا تحتوي إلا على التنازلات ثم التنازلات والتنازلات من جانب الثوار” ويعتبر “العمل العسكري هو النهج الصحيح الذي يجب أن يلتزم به ثوار اليوم، بشرط أن يكون مدروساً ولا يخدم مصالح أو مكاسب شخصية لأي أمير أو قائد أو فصيل”.
إلى ذلك رأى الأستاذ علي مروح أبو أحمد “أن المفاوضات لن تحقق طموحات الشعب” وقال “إن الشعب سيحتمل كل القصف والضربات الجوية والنزوح، المهم أن نحرر الأرض، ونحافظ على المناطق التي دخلها الثوار مؤخراً”.