الحصول على قالب بوظ في الريف الشمالي والشرقي لمدينة حلب، “انتصاراً ليوم واحد”، يقول أحمد المحمد أحد الواقفين على الدور الطويل من أجل الحصول على “نصف قالب بوظ” لعائلته، فالماء البارد يخفف من وطأة ارتفاع درجات الحرارة الكبير، خاصة مع غياب الكهرباء عن المنطقة، ويتندر الواقفون للحصول عليه بأن “سعر صرف قالب البوظ في المنطقة يتناسب طرداً مع ارتفاع درجات الحرارة” فقد تجاوز سعر القالب الواحد في الأيام الماضية ” 2000 ليرة 4 دولارات” وسط موجة الحر الشديدة التي شهدتها المنطقة والتي تجاوزت درجات الحراة فيها 43 درجة ليتراجع يوم أمس إلى سعر ” 1000 ليرة 2 دولاراً” مع تراجع موجة الحر.
ويطلق الأهالي اسم “الأبيض” على قالب البوظ أسوة بالدولار الذي يطلق عليه “الأخضر” تأكيداً على “تأرجح بورصة الأسعار للمادتين” يومياً.
الصورة من داخل معمل البوظ في مدينة اعزاز.
ويقول حسين نصر الله أحد بائعي البوظ في مدينة اعزاز، لمراسل فوكس حلب “إن سعر قالب البوظ تحدده المعامل، فقد حُدد سعره ب800 ليرة 1.5 دولاراً، من قبل أصحاب المعمل، ونحن نبيعه ب1000 ليرة 2دولاراً، وقد كان أصحاب المعامل أثناء موجة الحر الشديد، يبيعونه ب 1500 ليرة 3دولاراً، فنضطر لبيعه ب 1800 أو 2000 ليرة 4دولاراً، ويزداد سعره من قبل أصحاب المعامل كلما ارتفعت درجات الحرارة”.
ينفي زكريا حجو، القائم على معمل الشمال للبوظ، في مدينة اعزاز، لمراسل فوكس حلب أن يكون قد تجاوز سعر القالب في معمله 800 ليرة وقال: “إن سعر القالب في معمله لا يتجاوز 800 ليرة، وأن البائعين هم من يقومون باحتكار هذه المادة ويبيعونها بأسعار مرتفعة”، ويكمل حجو “إن ارتفاع سعر مادة المازوت هو السبب الرئيس في تأرجح سعر قالب البوظ، فالمولدة التي يستخدمها للتبريد وصناعة القوالب تحتاج إلى 40 لتر من مادة المازوت في كل ساعة، بالإضافة إلى سعر صهريج الماء الذي وصل إلى 4000 ليرة 8دولارات، ومع ذلك فإن المعمل لم يرفع سعر قوالب البوظ”.
الصورة من داخل معمل البوظ في مدينة اعزاز.
ينتج معمل الشمال بحسب حجو “480 قالباً من ألواح البوظ كل 12 ساعة، وهناك إقبال شديد على شرائه، ولا نستطيع تلبية حاجة السوق من المادة، وتبلغ كلفة القالب الواحد ما يقارب 650 ليرة 1.25دولاراً”
واتهم زكريا بعض أصحاب المعامل والمندوبين باحتكار هذه المادة، مع غياب الرقابة من قبل المؤسسات المسؤولة، على الرغم من القرارات التي صدرت بتحديد سعر قالب البوظ ومنع احتكاره.
حصل أحمد المحمد على نصف قالب البوظ، بعد وقوفه على الدور لأكثر من ساعة، ليقول ” ما ضل ناقص هالشعب غير الوقفة على دور البوظ، لا مي ولا كهربا وشوب جهنم والامبير ما بيشغل البراد الله يكون بالعون”.