من أبطال الثورة السورية
بكل ما تحمله الشجاعة من معنى وبكل معاني البطولة والإباء والثبات , تأتي قصة هذا الشاب الذي أعرفه أنا جيداً ويعرفه الكثير ممن رافقوه خلال مسيرته الثورية . ,, مهران أبو صهيب,, عاش حياته يتيم الأب ومن أسرة فقيرة ترك زملاءه يكملون دراستهم وذهب لمساعدة أهله في العمل وما إن بدأت الثورة في سورية حتى هب ثائراً حاله كحال كل شرفاء سورية الأبطال , هذا الشاب يبلغ من العمر الثامنة عشرة ووزنه 90 كغ وطوله 195 سم دائم الابتسامة طيب الخلق , انتسب للواء مصعب بن عمير التابع حالياً لحركة أحرار الشام , شارك في معارك الفرقة /17 / بالرقة ومن ثم معركة خناصر التي بدأت فيها قصة بطولته , حين بدأت معركة خناصر التي دفع جيش النظام بقواته وكل ثقله للسيطرة على تلك المنطقة لأهميتها وموقعها الاستراتيجي .
,, يقول مهران, في الساعة الخامسة صباحاً تقدمت دبابات النظام من اليمين واليسار فما كان من قائد المجموعة أبو عبد الله وبعد أن اشتبكنا لمدة ساعة ونصف تقريباً ولم يبقى من ذخيرتنا سوى 150 طلقة لكل واحد تيقن قائد المجموعة أنه هو ومجموعته محاصرين ويفصل بينهم وبين جنود النظام 4 أمتار يتخذون من الصخور دروعاً , ولم يبقى لهم سوى طريق واحد للانسحاب وهو التراجع للخلف , أمر مجموعته التي يبلغ عددها ثمانية مقاتلين بعد ان كانو خمسة عشرة مقاتلاً انسحب منهم وقتل منهم وبقي الثمانية مقاتلين الذين رفضوا الانسحاب ببادئ الأمر لكن اصرار قائد المجموعة الذي أقنعهم بالانسحاب وبأن يغطي انسحابهم انسحب المقاتلين الثمانية زحفا ومشياً تارة أخرى بعد عشرة أمتار أصيب الأول بطلقة في الرأس ولم نستطع حمله وتابعنا بالانسحاب وبعد عشرين متر تقرباً أصيب الثاني والثالث وبدأنا نتساقط واحداً تلو الاخر , يضييف ,, مهران أبوصهيب ,, قائلا : بقي معي شخص واحد يدير وجهه لجنود النظام ويرمي بالرصاص عليهم قلت له لا تتركني إن أصبت , بعد ذلك بلحظات أصيب فوقع جثة هامدة لم استطع فعل شيئ له فقلت له الان كنت أقول لك لا تتركني فها أنا سأتركك يا أخي مجبراً وسأبقى وحيداً .. ,, يضيف مهران ,, وتابعت لوحدي بالجبل أزحف وأمشي وبعد ان تركت صاحبي بعشرة أمتار أصبت بطلقة بيدي فلم أعد استطع حمل بندقيتي والجعبة فرميتهما و التفتت للخلف فوجدت أبو عبد الله قائد المجموعة قد سقط أرضاً , عندها تخلص جنود النظام من العقبة التي كان يشكلها ابو عبد الله أمام ظهورهم وتقدمهم فبدأوا واقفين يركضون للحاق بي وانا أمامهم اصبت بطلقة اخرى بقدمي اليمنى وقعت أرضا وتابعت المسير ثم بعد عدة أمتار أصبت بطلقة أخرى بفخذي وبعدها بفخذي الاخر واخرى بيدي اليسرى في ذلك الحين اقتربت من احدى نقاط الرباط لأحد الفصائل الذين بدأوا باطلاق النار على جنود النظام واعاقوا تقدمهم فارتحت قليلا , كنت أعلم أنني أصبت سبع مرات كانت اخر اصابة هي انفجار قذيفة هاون بالقرب مني فنالني منها شظية بظهري تابعت المسير مثقلا بجراحي باتجاه الوادي حتى وصلت احدى المقرات فقاموا باسعافي الى باب الهوى,, ًمهران أبو صهيب ,, بعد أن شفي من اصابته وتعافى من جراحه الثقيلة عاد مجددا للقتال بنفس الهمة والقوة فشارك بعدة معارك بعد معركة خناصر اَخرها تحرير رتيان وحردتنين الواقعتين في ريف حلب الشمالي فكان ضمن إحدى مجموعات الاقتحام الذي وثق بفديو عرض مئات المرات على كافة قنوات التلفزة وتداولته كافة وسائل التواصل الاجتماعي ….