محمود عبدالرحمن .
رغم أن اسمه خالد وأنه حليق اللحية إلا أن عناصر دورية “جبهة التركمان” اعتقلته على أنه “عبدالرحمن” صاحب اللحية الطويلة خرنوبية اللون حسب قول عناصر الدورية لإدارة مشفى الدقاق عندما أُعتقل “خالد اسكيف” منه قبل وفاته في مشفى “زرزور” نتيجة التعذيب الذي تعرض له في سجون جبهة التركمان.
اتهم خالد بالتواطؤ مع عنصرين من جبهة التركمان لسرقة كمبيوتر محمول من “علي مرصد” وهو أحد عناصر “جبهة التركمان” بهدف بيعه لقوات (PKK) التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والتي تسيطر على حي الشيخ مقصود بحلب، واستند المحقق في ذلك إلى اعترافات العنصرين الذين سرقا الجهاز بعد إلقاء القبض عليهما وادعيا ببيع الجهاز لـ “عبدالرحمن” .
ويحوي الكمبيوتر مجموعة من المواقع و الإحداثيات و الخرائط و ترددات القبضات اللاسلكية ما اعتبره المحقق محاولة لبيع اسرار عسكرية.
فوجئ المحقق المسؤول عن قضيته بأن اسمه خالد حسب قول أبو اليمان احد ممرضي مشفى الدقاق “عندما اخبرناه ان اسمه خالد وليس عبدالرحمن ذهل المحقق ثم ادعى أن خالد اعترف بأن اسمه الحركي عبدالرحمن وذلك في تسجيل لم يكشف عنه إلى الآن رغم مطالبة إدارة المشفى المتكررة به”
قامت لاحقا قوة مشتركة من فصائل حلب بالقبض على المتسببين بمقتل “خالد” وتسليمهم للهيئة الشرعية.
احتجاجات على قتل خالد و إضرابات في المشافي:
أشعلت هذه الحادثة العديد من الاحتجاجات في صفوف الناشطين و الكوادر الطبية كما علقت المشافي عملها باستثناء حالات الإسعاف حتى محاكمة قاتلي خالد كما جاء في البيان، وأصدرت مجموعة من الفعاليات المدنية و الإغاثية بياناً أعلنت فيه تعليق كافة نشاطاها حتى محاكمة الجناة ووضع حد للإنتهاكات المتكررة ضد الكوادر المدنية.
المشافي تعاني من المضايقات المستمرة:
لم تكن حادثة خالد الأولى من نوعها حيث تتعرض المشافي وكوادرها لمضايقات مستمرة من قبل الفصائل العسكرية او المدنيين المرتبطين بها حسب قول طبيب في مشفى الأطفال لم يكشف عن اسمه “تكررت ظاهرة التهجم و التهديد من قبل الفصائل او المرتبطين بهم بشكل مخيف في الفترة الماضية ” تعرض مشفى الأطفال لإعتداء من أحد عناصر الفصائل العسكرية بسبب خلاف مع الموظف الذي ينظم الدور يقول الطبيب : تعرض عبد الذي ينظم الدور في المشفى للضرب و الاعتقال لاكثر من ساعتين بسبب عدم تقديمه لدور احد العناصر على باقي المرضى .
تكررت هذه الاعتداءات خلال الأعوام الماضية وكان أشهرها قيام عناصر من حركة حزم بضرب ممرضين من مشفى عمر بن عبدالعزيز في آب2014 بسبب رفضهم لأخذ صورة شعاعية لاحد مصابي الحركة بسبب عطل في جهاز التصوير، ما دفع المشفى الى تعليق عمله لعدة أيام ثم عاد للعمل بعد حصوله على ضمانات من عدة فصائل بعدم تكرار الحادثة.
مضايقات لكوادر المشافي النسائية:
تتعرض الممرضات و الطبيبات لانتقادات و مضايقات مستمرة من قبل عناصر الفصائل الإسلامية و الهيئة الشرعية بسبب عدم التزامهن “باللباس الشرعي” حسب قول هؤلاء.
ام يزن ممرضة في مشفى الأطفال تفكر جديا في ترك العمل نتيجة هذه المضايقات “تحملنا القصف والمشاهد المؤلمة التي نراها يوميا وقررنا متابعة عملنا لخدمة أهلنا و بلدنا لكن الامر اصبح لا يطاق بسبب هذه التحذيرات و التنبيهات المستمرة بشأن لباسنا رغم أننا نعمل في مشفى للأطفال لا يفترض أن يتواجد فيه إلا الأطفال و امهاتهم”.
محاولات لحماية المشفى زادت الأمر سوء :
حاولت بعض الفصائل حماية المشافي من خلال وضع حواجز قريبة من المشافي إلان أن هذه الحلول جعلت الوضع أسوأ حسب قول أبو اليمان “عندما يضع احد الفصائل عناصره لحماية المشفى سيعتبرنا الآخرون تابعين له و بالتالي سنكون مستهدفين في حال نشوب أي خلاف بين الفصائل وهذا ماحدث اكثر من مرة”.
كما حاولت المؤسسة الأمنية تأمين المشافي من خلال وضع حاجز في الشعار بين اهم ثلاث مشافي “الدقاق-الحكيم-البيان” إلا أن تعامل العناصر مع المارين ولد عدة مشاكل ما جعل الذين طالبوا بوضع الحاجز نفسهم يطالبون بإلغائه بحسب سكان المنطقة.
لا يكاد يمر شهر دون ان نسمع عن اعتداء او تهجم على احد الكوادر الطبية من قبل عناصر مسلحة او مدنيين مرتبطين بهم وغالبا ما تنتهي هذه المشاكل بصلح شفهي و”بوسة شوارب” وتعهد من قائد الفصيل بعدم تكرار الأمر دون أن تتم متابعة الامر او معاقبة المعتدين ما جعل الأمر مستساغاً لدى الجميع من مدنيين وعسكريين .