حمزة اليوسف .
تظافرت جهود بعض النشطاء وعدد من المنظمات الفاعلة والمؤثرة في داخل سوريا وخارجها ممن يعملون لبناء السلم المحلي و الوطني في سوريا فأثمرت عن ما يعرف حالياً بـ "شبكة أمان سوريا " .
وجدت الشبكة نتيجة جهد بذله القائمين عليها ممن يؤمنون بقيم السلم الاهلي و الحرية و الانسانية و المصداقية و الشفافية و قبول الآخر و العدالة , وهي من صنع ابنائها وهدفها بناء الثقة بين أفراد المجتمع ومكوناته , تعمل شبكة " أمان سوريا " على حل النزاعات و تجنبها و إدارتها بشكل يأتي بأقل الأضرار , وتساهم في تعزيز السلم المحلي في مناطق مختلفة من سوريا , وتنشط هذه الشبكة في حلب وادلب وحماة وجبال اللاذقية وفي ريف دمشق , وتعمل في المخيمات وبلاد اللجوء التي يتواجد فيها السوريون , وذلك بحسب احد منسقي الشبكة .
احدى تجارب شبكة " امان سوريا " كان في ريف حلب الغربي حيث عملت على ايجاد ما عرف بـ (لجان أمان المجتمعية ) , والتي عقدت مؤتمرها التأسيسي في الثاني عشر من شباط العام الحالي , تتكون هذه اللجان من وجهاء القرى والمناطق في ريف حلب الغربي حيث تتألف كل لجنة من ( 3-5 ) اشخاص في كل قرية وتم تسميتهم باللجنة الفرعية للقرية, يعمل أفراد هذه اللجنة على حل مشاكل قراهم بالتنسيق والتعاون مع اللجان الاخرى لمساعدتهم في حل المشكلة او المساهمة في التخفيف منها.
وعن اهداف وتوجهات هذه اللجان قال محمد سيد حسن عضو شبكة " أمان سوريا " في ريف حلب بأن " هذه اللجان تهدف من خلال نشاطاتها الى تعزيز السلم المحلي و فض النزعات و التركيز على القيم الايجابية في المجتمع السوري , و بناء الشراكات المجتمعية مع المنظمات والشخصيات الفاعلة في الداخل السوري " , وأضاف محمد بأن " هذه اللجان لجان مستقلة لا تتبع لأي جهة حزبية أو حكومية ومؤلفة من شخصيات فاعلة من المجتمع السوري المحلي في المناطق المحررة , تعمل على بناء الثقة بين أفراد المجتمع ومكوناته " وأوضح أيضاً بأن " علاقتنا مع المجلس والمنظمات و الوجهاء علاقة جيدة , ونعمل على فتح قنوات تواصل مع جميع الهيئات الموجودة من أجل تحقيق الخدمة المجتمعية و النهوض بمجتمعنا المحلي نحو الأفضل " , كما أضاف قائلاً : " نحن لسنا طرف منافس بل طرف مشجع ومصلح " .
وعن اعمال " لجان أمان المجتمعية" فقد قال محمد سيد حسن " عملت اللجان مؤخرا على حملات للتوعية حول مفاهيم قبول الآخر وعدم الاقصاء والمشاركة الجماعية , عن طريق النقاشات التي تهدف لطرح المشاكل و وضع الحلول لها بمشاركة فعاليات مؤثرة في كل قرية على حدى " .
تنوعت آراء المواطنين في الداخل السوري عن شبكة " أمان سوريا " فقد قال أبو محمد احد سكان الريف الغربي لحلب بأنه " طالما أن القائمين عليها والأعضاء كلهم سوريين واعتقد الغالبية العظمى من الداخل , وبما انه ليس لها اجندة خاصة في تنفيذ مشروعاتها وليس لها املاءات على شركائها كما يبدو اراها جيدة جدا" .
ويذكر أن شبكة "أمان سوريا " قد تأسست في منتصف عام 2014 وامتدت نشاطاتها لتشمل اغلب المحافظات السورية في المناطق المحررة وقد اطلقت الشبكة و بالشراكة مع منظمة " للكل " حملة تحت عنوان " منقدر" نكون ايد وحدة في ريف دمشق منطقة خان الشيح , وذلك من خلال نشاط ترفيهي تفاعلي استهدف 120 طفل تأكيداً على دور المنظمات السورية في تعزيز العمل المشترك وذلك بحسب احد العاملين بها .