محمود عبدالرحمن .
تماماً كما في 2011 يتواصل الناشطون ويجتمعون طيلة الاسبوع ليبلغ نشاطهم ذروته مساء الخميس ليحددوا المكان الذي تنطلق منه المظاهرة ظهيرة الجمعة.
أساليب الدعوة والتواصل لم تختلف أيضاً, حيث تتم في مجموعات مغلقة وبشكل سري رغم سريان الهدنة بين النظام و المعارضة , خوفاً من استهداف النظام للمظاهرة حسب قول الناشط المدني شامل الأحمد: “بعد خمس سنوات استهدفنا فيها النظام بشتى أنواع الأسلحة وخان كل العهود بحجة الإرهاب , لا يمكننا الوثوق بانه لن يستهدفنا خلال الهدنة ويبرر ذلك بشريط مزيف أو صورة لاحد عناصر الجيش الحر مدعياً أنه يستهدف الإرهاب”. وكان النظام استهدف حي السكري يوم الجمعة 10/3/2016 قرب مكان المظاهرة، وقصف مدينة الاتارب خلال المظاهرة أيضاً.
المظاهرات تتصدر الاخبار مجدداً:
عادت المظاهرات بشكل ملحوظ الى شوارع سوريا عامة وحلب خاصة بعد سريان الهدنة بين النظام والمعارضة في 27/2/2016 وعادت صورها لتتصدر المحطات والصحف العالمية، حيث وجد الثوار المتنفس والوقت في ظل الهدنة للعودة الى الشارع حسب قول الناشط منذر عتقي : “اضطر كثير من الثوار الى حمل السلاح للدفاع عن نفسه أولاً وعن الثورة ثانياً، كما انشغل كثيرون في مجالات الإنقاذ والاسعاف. فسنحت الهدنة للثوار ببعض الوقت للعودة للتظاهر والمطالبة باسقاط النظام سلمياً كما بدأنا”.
التشبيح يستمر لكن جواً:
الهتافات و المطالب التي يحملها المتظاهرون لم تتغير كثيراً باستثناء إضافة اسم تنظيم داعش الى جانب الأسد في هتافات التنديد، الا أن الثوار يفتقدون كثيراً من أجواء المظاهرات الأولى. “الاعداد اليوم أقل فمعظم أصدقائنا في تلك المظاهرات إما شهيد أو معتقل وبعضهم هاجر من البلاد، أحن الى تلك الأيام والى التظاهر في المناطق التي يسيطر عليها النظام اليوم، وخاصة جامعة حلب”، يقول عبدالفتاح الشيخ احد خريجي جامعة حلب. الغائب الأبرز عن هذه المظاهرات كانت مجموعات “الشبيحة”، حسب الشيخ عمر الذي يضيف أن “الاختلاف الأهم هو غياب الشبيحة عن أرض المظاهرات إلا أن فعل التشبيح لازال موجوداً في الجو عبر طائرات النظام، وهو ما يخيف الكثيرين و يمنعهم من التظاهر”.
المتظاهرون يصرون على إسقاط النظام ورسائل للمجتمع الدولي:
إسقاط الأسد و نظامه كان المطلب الرئيسي في كل المظاهرات التي حملت رسائل مختلفة للنظام وحلفائه والعالم بشكل عام. وبحسب ما قال منذر عتقي الناشط في مدينة حلب: “أردنا أن يعلم النظام و حلفاؤه بأن سنوات القتل لن تخفض سقف مطالبنا الى القبول بوقف القصف بدلاً من اسقاطه، وهي رسالة للمجتمع الدولي الذي يحاول تصوير ما يجري في سوريا على أنه حرب طائفية وأن الثوار هم مجموعات من المتطرفين”. وأضاف منذر أن “الثورة مستمرة ولن تتوقف حتى اسقاط النظام”.
مؤيدو النظام لم يردوا هذه المرة:
مناطق سيطرة النظام بدت هادئة خالية من أي حراك، حيث غابت مسيرات التأييد للنظام عن شوارعها منذ فترة طويلة، بسبب الاستياء العام من النظام و تصرفات الشبيحة، بحسب عبدالرحمن مشعل المشرف السابق على صفحة “المحتلة نيوز” على فيس بوك، والتي تنقل اخبار مناطق سيطرة النظام. يقول مشعل: “لم يعد النظام قادراً على تلبية احتياجات سكان مناطقه خاصة بعد سيطرة داعش على طريق خناصر واسترجاعه من قبل النظام عدة مرات، إضافة إلى سوق الشباب للخطوط الأمامية بعد اعتقالهم على الحواجز من الشبيحة الذين زادت انتهاكاتهم بحق المدنيين بالفترة الأخيرة”.
كما منعت الإجراءات الأمنية المعارضين المقيمين في مناطق النظام من تنفيذ أي نشاط مع اقتراب عيد الثورة وفق مشعل الذي يقول: “تواصلت مع أصدقائي المعارضين هناك لكن الوضع الأمني لم يسمح بتنفيذ أي من النشاطات المخطط لها كالرسم على الجدران أو تعليق علم الثورة”.
في الذكرى الخامسة على الثورة، يصر السوريون على سليمة ثورتهم وعلى مطالبهم بالحرية، فيما يصر النظام وحلفاؤه على قمع هذه الثورة ووصف المتظاهرين المعارضين له بالمتطرفين والإرهابيين، دون أي تدخل حقيقي من المجتمع الدولي يسعى الى وقف القتل وتحقيق تطلعات السوريين.