شهدت حلب المحررة مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عودة المظاهرات السلمية للتعبير عن نبض الشارع الحلبي واستلامه زمام المبادرة للعودة بالثورة إلى أيامها الأولى معبرة بذلك عن مطالبها المشروعة المحقة ومنهجها الثوري السلمي .
أكدت هذه المظاهرات عبر شعاراتها على استمرار الثورة وفي مشهد مهيب عاد بالثورة إلى روحها الأولى منذ سنين بعد أن غاب هذا المشهد وبهذا الشكل عن ذاكرة الثورة السورية لما كان يقوم به النظام من عمليات استهداف " بالطيران والمدفعية الثقيلة " للتجمعات وخوفاً من مجازر جماعية بحق المتظاهرين .
البداية كانت في حلب حيث تظاهر ناشطون مدنيون في حي طريق الباب في مدينة حلب , سارت المظاهرة المدنية من دوار الحلوانية ووصلت الى دوار الشعار حيث انضم اليها الكثير من الاهالي , تحت لافتة "الشعب يريد إسقاط النظام" مرددين الشعارات الاولى " حرية حرية …سلمية سلمية " رافعين علم الثورة .
عبدالحميد البكري أحد منسقي المظاهرات قال: "خرجنا لنؤكد مطلبنا الأول ولنقول للعالم اننا نريد اسقاط نظام الأسد لا كما يروج أصدقاء الأسد بأن الشعب السوري يريد التخلص من داعش فقط , سنرفض أي اتفاق لا يضمن رحيل الأسد وشبيحته عن السلطة والهدنة فرصة للناس كي يتظاهروا دون خوف من قصف النظام و براميله، والأيام المقبلة ستشهد مظاهرات أوسع وأكبر وجميعها تطالب باسقاط النظام" .
وقد تكرر مشهد هذه المظاهرات في الايام التي تلت المظاهرة وفي مناطق مختلفة من سوريا , ولكن المشهد الأجمل كان يوم الجمعة 4 آذار لتنطلق المظاهرات في مدينة حلب ومعظم المناطق المحررة في سوريا ليصل عددها إلى ما يقارب 107 مظاهرات في معظم المناطق وعلى امتداد المدن السورية التي شهدت تطابقاً في الشعارات التي نادت بالسلمية والحرية وإسقاط النظام .
ومع اقتراب أيام الهدنة من نهايتها يتوقع الناشطون زيادة في هذه المظاهرات والتحركات الشعبية السلمية التي تمثل فرصة للمعارضة الخارجية لتنقل الصورة الحقيقية الواضحة عن طبيعة الثورة في سوريا وحراكها السلمي , وأنّ الثورة السورية العظيمة بمطالبها تمثل حقيقة ناصعة ومشروعة يجب على العالم أن يقف إلى جانبها فهي صوت الشعب السوري لتحقيق أبسط حقوقه في الحرية والكرامة .