انتزع "الجمهوريون" السيطرة على "مجلس الشيوخ" الأمريكي بـ52 مقعداً من أصل 100. ولم يكتفوا بالحفاظ على غالبيتهم في مجلس النواب بل عززوها فحصلوا على 246 مقعداً من أصل 435 وهو أعلى رقم يحققونه منذ الحرب العالمية الثانية. كما فازوا بمقاعد مهمة كحكام ولايات كانت معاقل “للديمقراطيين".
لا تُقرأ هذه الخسارة إلا بوصفها هزيمة كبرى لباراك اوباما وإداراته، فتصويت الأمريكيين كان عقاباً له بسبب فشل سياساته الداخلية دون أن يغيب الشأن الخارجي، وتحديداً الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" وسياسة الإدارة تجاه الثورة السورية. ففوز "الجمهوريين" في الانتخابات بمثابة كابوس، إذ يُنبئ باستمرار تكبيل يدي أوباما. قوة جديدة في مجلس الشيوخ ستمنعه من اتخاذ أي إجراء حقيقي إذا كان يتطلب موافقة الكونغرس.
وسيضغط الكونغرس ما استطاع على أوباما من أجل إتباع سياسة أكثر وضوحاً وحسماً تجاه نظام الأسد ومحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا بالأسلوب ذاته الذي اتبعته الإدارة في العراق. ذاك أن "الجمهوريين" سيترأسون "لجنة الاستماع ولجنة القوات المسلحة" النافذة جداً في "مجلس الشيوخ”، وهو منصب سيتبوأه السيناتور الجمهوري جون ماكين المعروف بمعارضته لسياسة أوباما تجاه سوريا ومطالبته بموقف أكثر حزماً ضد الأسد. إن أوباما يعاني ضعفاً في ما يتعلق بموقف حزبه من الأحداث القائمة في سوريا ومدى تأثيرها على سفينة الرئيس الأمريكي وبخاصة مع تقدم وتمدد "تنظيم الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، وفشل استراتيجية التحالف ضد التنظيم مبدئياً. لم يحقق هذا التحالف أياً من أهدافه المعلنة في ظل استمرار النظام السوري بقتل المدنيين وفشل الإدارة الأمريكية في تأمين ملاذ آمن لهم.
وفي المقابل أيضًا، سيطرت "جبهة النصرة" على العديد من الأسلحة الأمريكية بعد أن تمكنت مؤخراً من إحراز تقدم وانتصار على قوات من "الجيش الحر" في ادلب وحلب، وتحديداً جبهة ثوار سوريا وحركة حزم، المدعومتين أمريكياً وهي القوى "المعتدلة" بنظر الولايات المتحدة.
هاني الأحمد