فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

إبادة حلب او القبول بالأسد

مصطفى أبو شمس

إبادة حلب او القبول بالأسد

مع بداية الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف , في 13نيسان الماضي بدأت الاصوات تتعالى في أروقة النظام وحلفائه الروس والإيرانيين عن معركة قادمة لاستعادة حلب أو لحصارها على الأقل وذلك للضغط على مفاوضي الثورة الذين يترأسهم رياض حجاب للقبول بالشروط المجحفة التي حملها معه الجعفري لتقويض الحل الدبلوماسي وليس لإنعاشه , ومع انتهاء هذه الجولة من المفاوضات والتي شهدت انسحاب وفد المعارضة مبكراً وذلك لعدم الاستجابة لأي من مطالبه والتي كان أبرزها بحث مستقبل الأسد ووقف الهجمات التي تطال المدنيين واحتواء الوضع المتدهور الذي سعى الأسد وحلفاؤه إلى تأجيجه لإظهار المعارضة أمام الرأي العام الدولي والعربي في موقف ضعيف نتيجة عدم قبولها بالحل السياسي .

واعتبر المنسق العام للهيئة رياض حجاب في بيان له أن “الخروقات الخطيرة للنظام وحلفائه للهدنة، تؤكد سعيهم لإفشال العملية السياسية والتهرب من استحقاقاتها”، متهماً النظام وحلفاءه بارتكاب “عدد من المجازر المروعة في الأيام الماضية” في مدينة حلب.

بدأ التواطؤ الدولي في إطلاق يد الأسد لارتكاب مجازر جديدة في مدينة حلب من الولايات المتحدة الأمريكية حيث أكد الرئيس باراك أوباما  في حديث أدلى به إلى شبكة تلفزيونBBC  البريطانية أثناء زيارته إلى لندن قبل أيام انه “سيكون من الخطأ ارسال قوات برية الى سورية لقلب نظام الرئيس الأسد، وان كل ما تستطيعه بلاده هو ممارسة ضغوط على الأطراف الموجودة في الساحة السورية للجلوس على مائدة المفاوضات، وأن الحل العسكري وحده لن يسمح بحل المشكلات على المدى البعيد”.

الأمر الذي فهمه الروس والأسد على أنه ضوء أخضر لإنهاء ما بدؤوا به من تدمير مدينة حلب وحصارها ومن ثم  إجبار المعارضة على القبول بحل سياسي هزيل يكون للمعارضة فيه نصف حقائب الوزارة الانتقالية مع الإبقاء على الأسد وهذا ما كان يحمله الجعفري في حقيبته لجينيف .

الحديث عن انتهاء الهدنة الهشة – التي توصل إليها الجانبان الأمريكي والروسي والتي بدت نتائجها في شهرها الأول أقرب ما تكون للتطبيق – بات أمراً واقعاً وظهرت الأسباب الحقيقة لهذه الهدنة التي كانت تلبي تطلعات الأسد فقد نشرت الجزيرة على موقعها نقلاً عن  مجلة “نيوزويك” مقالا قالت فيه ” إن الهدنة في سوريا عبارة عن خدعة لمساعدة الأسد على البقاء في السلطة، وإنها سمحت لوسائل الإعلام الدولية بتجاهل الأزمة السورية وكأن الحرب قد انتهت.

وأضافا أن استهداف النظام السوري للمدنيين والمعارضة يشير إلى أن الهدنة لا تحمل أي معنى من الناحية العسكرية ولا السياسية، وأن النظام السوري يستغلها للهجوم على المعارضة وبسط سيطرته على مناطق جديدة “.

في حين شهدت حلب في الايام الماضية أكثر من خمسين غارة جوية للطيران السوري والروسي  شملت مدينة حلب وأريافها مخلفة أكثر من 100  شهيد من المدنيين وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو حجم الدمار الذي طال المدينة .

 

الروس الذين يتعاملون مع الملف السوري بازدواجية الخصم والحكم فمن جهة يدعمون الحل السياسي في سوريا ويمثلون أحد الرعاة للهدنة المتفق عليها والتي باتت في عداد الأموات ومن جهة أخرى يواصلون دعمهم العسكري لقوات الأسد ويشنون اكبر الهجمات الجوية وحشية بغية تمكين الأسد من استعادة السيطرة على مدينة حلب , فالأنظار التي كانت متوجهة نحو جينيف تعلم حقيقة أن الحسم العسكري على الأرض هو الذي سيحدد شكل المفاوضات وبنود التفاوض وهذا ما يفسر الهجمة الوحشية التي تشنها قوات الأسد وحلفائها على مدينة حلب بغية فرض شروط التفاوض والضغط على المعارضة المسلحة وداعميها ” تركيا و السعودية ” للقبول بأي حل يطرحه الروس على طاولة المفاوضات خصوصاً بعد تخلي الراعي الأمريكي عن دوره وتباين مواقفه الأخيرة وخلافه الذي بدأ يظهر على السطح مع كل من المملكة العربية السعودية وتركيا , الأمر الذي أكده مدير معهد دراسات الشرق الأوسط سيمون بغداساروف، موضحا حسب ما نشرته الجزيرة ” أن الأسد هو الرئيس الشرعي لسوريا، وعلى المعارضة أن تعترف بذلك وأن تعمل معه لإجراء إصلاحات سياسية تمهيدا لمشاركتها فعليا في الحياة السياسية,  وأن هذا الأمر يمثل جوهر الحديث عن أية تسويات محتملة، والهدف من جنيف هو وضع أطر قانونية لهذا السيناريو “.

دي مستورا الذي يعلم انهيار الهدنة وفشل المفاوضات دعا في محاولة يائسة رئيسي روسيا والولايات المتحدة إلى إنقاذ وقف الأعمال القتالية في سوريا واعلن عن قيامه بزيارة إلى موسكو الاسبوع المقبل للضغط على الاسد من أجل إيقاف القصف عن مدينة حلب التي تعيش كارثة حقيقة حيث حذرت المنظمة الدولية للصليب الأحمر من أن السكان في حلب على شفا كارثة إنسانية، بسبب العنف الذي تشهده المدينة. وأكدت في بيان لها أن المعارك بين المعارضة وقوات النظام فاقمت الحالة الإنسانية لمئات الآلاف من سكان المدينة. ووصفت المنظمة المدينة بأنها من أكثر المناطق تأثرا بفعل خمس سنوات من الحرب , وأكدت الأمم المتحدة أن الوضع في حلب “كارثي”، وقال يان إيغلاند رئيس مجموعة العمل الأممية الإنسانية “لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة”.