فوكس حلب

مجلة الكترونية تغطي أخبار محافظة حلب وعموم الشمال السوري.

تركيا بين ناري التدخل والحياد

تركيا بين ناري التدخل والحياد

سيشكل التدخل العسكري التركي المحتمل والوشيك ربما، نقطة تحول استراتيجة في مسار الثورة السورية، نظراً إلى أثره الحاسم والقوي الذي يتجاوز الضربات الجوية والصاروخية لدول “التحالف” ضد "تنظيم الدولة الإسلامية”. تمتلك تركيا حدوداً بطول 860 كيلومتراً وجيشاً قوياً مجهزاً بأحدث الأسلحة وقواعد عسكرية ضخمة مثل أنجرليك يرغب “التحالف” في استخدامها.  ولدى تركيا أسباباً للانضمام للتحالف منها حماية مصالحها وسيادتها من خطر قيام دولة كردية على طول حدودها، والخلاص من النظام السوري وتهديده الكبير لها، وإنشاء منطقة آمنة من أجل عودة اللاجئين السوريين الذين يشكلون ضغطاً متصاعداً على تركيا. في المقابل، شهدت مدن تركية تظاهرات ومواجهات بين الأكراد وقوات الشرطة أسفرت عن سقوط ضحايا، في حين فرضت السلطات التركية حظر تجول على بعض المدن الواقعة جنوب شرقي البلاد. ويحاول الأكراد الضغط على الحكومة التركية من أجل التدخل عسكرياً لنصرة مدينة عين العرب الكردية بعدما أحرز "تنظيم الدولة الإسلامية" تقدماً كبيراً فيها ولجأ معظم سكانها إلى تركيا. لكن أنقرة ترفض التدخل للحماية إلا بتحقيق مطالبها التي أبلغتها لزعيم حزب الاتحاد 

 الديمقراطي الكردي صالح مسلم، وهي إلغاء حزبه والإدارة الذاتية الكردية في مناطق قامشلي وعين العرب وعفرين، والتعهد بعدم الاقدام على أي خطوات تهدد الأمن القومي التركي. وهذا الموقف أكده أيضاً رئيس الحكومة التركية احمد داودد اوغلو في تصريحه بأن "تركيا لم تتدخل حتى الآن في الصراع المسلح الدائر في سوريا. وحتى عندما تعرضت مناطق التركمان لهجوم تنظيم داعش في سوريا والعراق، لم تتدخل تركيا، فلماذا عليها أن تتدخل الآن في عين العرب دون أن تؤخذ مصالحها في الاعتبار؟". 

الحكومة التركية تقع الآن بين ناريين، إما الخوض في حرب شوارع داخلية مع الأكراد المطالبين بحماية “كوباني"، وبالتالي انهيار عملية السلام الداخلي، أو التورط في حرب مباشرة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" والوقوف إلى جانب “حزب العمال الكردستاني” الذي تعتبره “إرهابياً ويهدد أمنها الداخلي ويزعزع استقرارها”، وتحاربه منذ عقود، دون أن تحقق مصالحها وتفرض شروطها السياسية مثلها مثل بقية الدول المشاركة. 

 

هاني الاحمد