“تحقيق يتناول استهداف المشفى بالغارات الجوية”
تحقيق مشترك: الأرشيف السوري وفوكس حلب
حول الحادثة
- الموقع: حلب: أورم الكبرى
- الهدف: مشفى الإيمان التخصصي للنساء والأطفال، والذي افتُتح عام 2015 وأغلق في 2016. ثمّ أُعيد افتتاحه مجددًا عام 2017 بدعم من مديريه صحة حلب ومنظمة Human Appeal البريطانية. أُجبر المشفى على الإغلاق من جديد عقب هذا الهجوم.
- المستفيدون: يقدم المشفى خدماته لأكثر من 350,000 امرأة وطفل من المناطق المحيطة.
- التاريخ: 31 آب/أغسطس 2019
- التوقيت: وقع الهجوم حوالي الساعة 1:00 إلى 1:30 صباحا، وذلك وفقا لوسائل الإعلام المحلية، مديرية الصحة في حلب، مركز الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، مركز أورم الكبرى الإعلامي، والمقابلات التي أجراها فريق التحقيقات مع موظفي المستشفى والمدنيين.
- الضحايا: أصيب ستة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، موظفان من المشفى، وامرأة مرافقة، وذلك وفقًا للمقابلات، مصادر إعلام محليّة، الدفاع المدني ، Human Appeal ، ومديرية الصحة في حلب.
- نوع الهجوم: ستّ غارات جوية نفذتها طائرة ثابتة الجناحين
- الذخائر المحددة: غير متوفّر
- المسؤول المحتمل: يدعي الشهود أن طائرة روسية ثابتة الجناحين نفّذت الهجوم، وهو ما يطابق بيانات رصد الطيران.
حول المستشفى
افتُتح مستشفى الإيمان للمرة الأولى في 21 أبريل 2015، وبدأ بتقديم خدماته للمقيمين ولمخيمات النازحين في أورم الكبرى غرب حلب.
بعد عامٍ من افتتاحه؛ أغلق المستشفى في 2016، ليُعاد افتتاحه مجددًا عام 2017 بدعمٍ من مديرية الصحة في حلب ومنظمة Human Appeal البريطانية للإغاثة والتنمية
يخدّم المستشفى، المتخصص في رعاية النساء والأطفال، 350,000 شخص من القرى والأرياف المحيطة.
المستفيدون من المستشفى وقدرته الاستيعابية:
وفقًا لـ Human Appeal، قدّم المستشفى خدماته الطبية لـ 115،389 سوريًا، من بينها استقبال 1752 حالة ولادة، تأمين اللقاحات لـ 9988 طفلاً دون سن الخامسة، إجراء معاينات لحوالي 2342 امرأة وطفل، إضافة إلى تزويد 21419 طفلًا بخدمات التغذية الوقائية، وذلك ما بين يناير وحتى نهاية آب 2019.
صورة للمستشفى قبل الهجوم من أخبار بلدي الإعلامية
وفقًا للدكتور حسين الأحمد، مدير مستشفى الإيمان، يستقبل المشفى 200 ولادة شهريًا، من بينهم ما متوسطه 30 طفلاً يوضعون في الحاضنات. وأشار الأحمد، في مقابلة مع فريق التحقيقات، إلى أن المستشفى يستقبل قرابة 20 حالة من النساء و 40 حالة من الأطفال، إضافة إلى تقديم 100 لقاح يوميًا.
يعمل في المستشفى 115 موظفًا، ويخدّم عددًا كبيرًا من قاطني المناطق المحيطة به، كما يحتوي على 29 سريرًا. يضم المرفق عددًا من الأقسام بما في ذلك عيادة أطفال، سيارات إسعاف، جناح، قسم حواضن، قسم للمختبرات، صيدلية، مركز لعلاج سوء التغذية، عيادة نسائية، قسم الولادة الطبيعية والقيصرية، قسم الجراحة النسائية، وقسم الأشعة للأطفال.
صورة نشرتها منظمة Human Appeal تظهر مشفى الإيمان بعد الهجوم.
موقع المستشفى
يخدّم مشفى الإيمان أشخاصًا من مناطق نائية ومتعددة من محيط قرية أورم الكبرى في ريف حلب الغربي. تمتدّ حول المشفى أراض زراعية في معظمها، ويُعتبر، بمحيطه الخالي تماما لأكثر من كيلومترين، بعيدا عن أي أهداف عسكرية؛ ما يشير إلى استهدافه المتعمد.
صورة أقمار صناعية من Google Earth، تظهر حلب إلى اليمين وقرية أورم الكبرى إلى اليسار.
تم التحقق من موقع المشفى بمساعدة فريق التحقيقات وباستخدام صور الأقمار الصناعية.
تتطابق المباني الظاهرة في صور الأقمار الصناعية من Google Earth مع ما ظهر في تقرير سمارت نيوز المصوّر
هجمات سابقة على المستشفى
قبل الهجوم موضع التحقيق في آب/أغسطس 2019؛ استُهدف المرفق بهجمات في آب/أغسطس 2016 وحزيران/يونيو 2019. ففي 14 أغسطس 2016، هوجم المستشفى للمرّة الأولى ولحقت به أضرار جسيمة. تظهر الصور المنشورة على صفحة المشفى على فيسبوك آثار هجوم مباشرٍ على المنشأة بحفرة عميقة في الفناء أمام بناء المشفى. كما نشرت الصفحة، إضافة إلى الصور، مقطع فيديو يوثّق الأضرار الناجمة، مع ادّعاءات وردت فيه حول مسؤولية روسيا عن الحادثة. أُغلق المستشفى عقب هذا الهجوم وأعيد افتتاحه في 2017.
صور للأضرار الناجمة عن هجوم 2016 آب/أغسطس نُشرت على صفحة المستشفى على فيسبوك.
شهد مشفى الايمان هجوما آخر في 28 يونيو 2019، حيث أبلغت منظمة Human Appeal عن هجوم على المنشأة بواسطة دبابات، مما أخرج المستشفى من الخدمة واضطره لنقل المرضى إلى مرافق طبية مجاورة. لم يُعثر على أية وثائق حول هذا الهجوم من قبل الإعلام المحليّ. رغم ذلك، يعزّز هجوم أغسطس 2019 على مشفى الإيمان، بالإضافة إلى الهجمات السابقة، استهداف المرفق بشكل مباشر ومتعمد.
ماذا حدث ومتى ؟
أكدت كل من المقابلات التي أجراها فريق التحقيقات والوسائط مفتوحة المصدر على الإنترنت أن مستشفى الإيمان استُهدف مباشره بستة صواريخ عالية الانفجار أصابت فناءه الرئيسي والمولّدات، ما أدى لحرمانه من بنى تحتية هامّة كالأكسجين والكهرباء، وخروجه عن الخدمة.
أكد كلّ من أطباء وموظفي المستشفى، الدفاع المدني السوري، ومصادر إعلامية محلية استهداف المرفق الصحي، الذي يقع داخل مناطق خفض التصعيد والأراضي الخاضعة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي قيل أنه سيدخل حيّز التنفيذ في الساعة السادسة من صباح يوم السبت ، 31 أب/أغسطس 2019. استُهدف مشفى الايمان بشكل مباشر ومتعمد من قبل طائرات ذات أجنحة ثابتة قبل خمس ساعات فحسب من بدء سريان هذا الاتفاق.
خريطة لمناطق خفض التصعيد المتفق عليها من قبل روسيا، تركيا وإيران في أيار/مايو 2017.
أسفر الهجوم الذي وقع حوالي الساعة 1:00 -1:30 صباحا عن إصابة ستة أشخاص، من بينهم ثلاثة أطفال في حاضنات وموظفَين طبّيين وسيّدة ترافق طفلها. نقل الدفاع المدني موظفي المشفى وغيرهم من الجرحى إلى المشافي القريبة على الفور، فيما هرب المتواجدون في المستشفى إلى الأراضي الزراعية المحيطة به، خوفا من تتالي الغارات الجوية. تعرضت المنشأة، كما سيذكر هذا التحقيق لاحقًا، لأضرار داخلية وخارجية بالغة، حيث دُمّرت سيارتا موظفين طبيين إضافة إلى مولّدة تابعة للمشفى نتيجة للهجوم.
صور أقمار صناعية من Digital Globe تظهر المنشأة الطبية قبل الهجوم (يسار) في 21 أغسطس 2019، وبعد الهجوم (يمين) في 28 سبتمبر 2019. إن صور الأقمار الصناعية هذه توكّد التاريخ الذي هوجمت فيه المستشفى فضلا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بها.
إفادات الشهود:
في مقابله مع فريق التحقيقات، أكّد المدير الطبي لمنظمة Human Appeal د.مصطفى بركات وقوع هجوم على مستشفى الإيمان في الساعة الواحدة صباحا، ما ألحق أضرارًا جسيمة به وأخرجه من الخدمة كليًا. وأشار الدكتور بركات، بشكل يتطابق مع الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة بعد الهجوم، إلى دمار البنية التحتية للمشفى (من مولدات وسيارات إسعاف) كليًا، إضافة إلى تحطّم النوافذ والحاضنات، وخروج غرفة العمليات من الخدمة. وفقًا ل د. مصطفى، استمرت الغارات على المستشفى ما يقارب النصف ساعة، وأُجلي المرضى والعاملين الطبيين إلى القبو بعد أن ضرب الصاروخ الأول المنشأة بوقت قصير.
الدكتور مصطفى بركات، المدير الطبي لمنظمة Human Appeal، خلال مقابلة مع فريق تحقيقات الأرشيف السوري.
اسماعيل بركات، أحد العاملين في المستشفى والذي كان متواجدًا خلال الهجوم، أبلغ فريق التحقيقات أن حوالي 100 مريض وزائر كانوا في المستشفى في الساعة 1:00 صباحًا، حيث تم إجلاؤهم إلى الطابق السفلي بسرعة بعد الضربة الأولى التي وقعت، وفقًا لاسماعيل بركات، بين الساعة 1:00 و 1:15 صباحًا. وأكد عمر الشريف، وهو موظف آخر في المستشفى شهد الهجوم، أن المنشأة هوجمت بستة صواريخ، بدءًا من الساعة الواحدة صباحًا.
أكد حسين بدوي، مدير المركز 104 للدفاع المدني في ريف حلب الغربي، أن المستشفى استُهدف بصواريخ شديدة الانفجار دمرت البنية التحتية اللازمة لتشغيله. وذكر بدوي أن الدفاع المدني أجلى حوالي 35 شخصًا من المستشفى. كما أشار إلى أن طائرات حربية استهدفت فريق الدفاع المدني بصاروخين عند وصوله إلى مكان الحادث.
أكد د. مصطفى حبلوص، طبيب في مستشفى الإيمان، في مقابلة معه وقوع الهجوم في 31 أغسطس 2019. كما أشار إلى تواجد ما يقارب 30 طفلاً داخل الحاضنات وخارجها لحظة الهجوم، وأن جناح الأطفال عانى بشكل كبير من الضربة الأولى. وصف الطبيب الهجوم بـ “المأساوي” وقال إن الأطفال عاشوا تلك اللحظات برعب وخوف.
تقارير المنظمات ووكالات الأخبار المحلية:
أبلغ عدد كبير من وكالات الأخبار المحلية عن الهجوم، وهو ما يعزّز توقيته ومدى الضرر الذي ألحقه بالمستشفى. في الساعة 2:31 صباحًا، أي بعد ساعة من الهجوم، نشر فريق الدفاع المدني السوري، المعروف أيضًا باسم “الخوذ البيضاء”، صورًا على صفحته على فيسبوك تظهر ما نجم عن الهجوم من ضحايا ودمار في المشفى.
تلى هذه الصور مقطع فيديو نُشر على فيسبوك ويوتيوب في تمام الساعة 11:06 صباحًا و 11: 11 صباحًا على التوالي، مظهرًا لحظة القصف، وصول فرق الدفاع المدني وإجلاء المرضى من المستشفى. يبدأ الفيديو من اللحظة التي يصل فيها أوائل المستجيبين للمشفى، مما يعزز توقيت الهجوم والدمار الناجم عنه. إضافة إلى ذلك، نشر الدفاع المدني مقطع فيديو في الساعة 12:53 مساءً، يتضمن مقابلة مع امرأة شهدت الهجوم.
في مقابلة مع فريق التحقيقات، أكد عمر جمال إبراهيم، أحد متطوعي مركز الدفاع المدني ممن توافدوا إلى المشفى، تعرّض فرق الدفاع المدني للهجوم مرتين أثناء إجلاء المرضى ونقل المصابين إلى المشافي القريبة. وقعت هجمات “الضربة المزدوجة” أثناء الإخلاء الأول للجرحى والعاملين الطبيين إلى المشافي المجاورة ومرة ثانية عند إجلاء الآخرين.
فيما يتعلق بتغطية الإعلام المحلي للحادثة، نشر مركز أورم الكبرى الإعلامي على فيسبوك في الساعة 01:30 صباحًا خبرًا حول هجوم على البلدة مما يؤكد توقيت وقوع الحادثة في الصباح الباكر. في الساعة 10:25 صباحًا،بعد تسع ساعات من الهجوم، نشر الناشط فراس مولا صوراً تظهر الدمار الذي لحق بالمستشفى جراء الغارة الجوية. ونشرت قناة حلب اليوم المحليّة مقطع فيديو على يوتيوب حول الهجوم في الساعة 10:25 صباحًا.
صورة نشرها الناشط الإعلامي فراس مولا على فيسبوك بعد وقت قصير من الهجوم.
إضافة إلى ذلك، نشرت مديرية صحة حلب الحرة مقطع فيديو يصوّر الأضرار التي طالت المشفى جراء الهجوم، وذلك في تمام الساعة 11:25 صباحًا.
بدءًا من ظهيرة يوم الحادثة والأيام التالية له؛ أبلغت العديد من المنظمات داخل سوريا وخارجها عن الهجوم على المشفى، مع بعض الادّعاءات حول ارتكابه من قبل القوات الروسية. في 31 أغسطس 2019، نشر المركز الإعلامي العام مقطع فيديو يظهر الدمار الناجم عن الغارات الجوية. تلاه مقطع فيديو نشره المركز الصحفي السوري يتضمن لقطاتٍ تظهر الأضرار الناتجة عن الهجوم بالإضافة إلى مقابلات مع موظفي المستشفى.
أخيرًا، أصدرت منظمة Human appeal بيانًا حول الحادثة على موقعها على شبكة الإنترنت، ذُكرت فيه تفاصيل الأضرار التي طالت المشفى والإصابات التي لحقت بضحايا الهجوم.
تحليل الأضرار:
صورة عُلوية لمشفى الإيمان بعد الهجوم التُقطت من مقطع فيديو نشره الدفاع المدني السوري على يوتيوب.
أصبحت غرف المشفى وبنيته التحتية غير صالحة للاستعمال نتيجة لما ألحقه به الهجوم من أضرار خارجية وداخلية، ما أخرجه عن الخدمة بالكامل.
الأضرار الخارجية:
تضرر الجزء الخارجي من مبنى المشفى بشكل كبير جراء الغارة الجوية، مما أدى إلى تعطّل البنى التحتية اللازمة لعمله كما هو موضح في الصور أدناه، والملتقطة من قبل فريق التحقيقات. تسبب وقوع الغارة الجوية على بعد ثلاثة أمتار من المبنى الرئيسي للمشفى بدمار الفناء المعبّد أمامها وإزالة الدوّار المقابل له تمامًا. إضافة إلى مدخل المشفى وفنائها اﻷماميّ؛ قُلبت سيارتان تابعتان للمشفى ودُمّرتا.
كما تحطّمت مولّدات الكهرباء والأكسجين بشكل غير قابل للإصلاح عقب الهجوم.
صور التقطها فريق التحقيقات لمولدات الأكسجين والكهرباء في المستشفى بعد الهجوم.
إضافة إلى ذلك؛ نشر المركز الصحفي السوري مقطع فيديو على يوتيوب يظهر سطح المشفى مغطى بالأنقاض، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بسيارة الإسعاف. يظهر هذا المقطع والصور التي التقطها فريق التحقيقات حفرًا ناجمة عن الغارات الجوية محيطة بالمشفى.
صورة التقطها فريق التحقيقات تظهر الحفر الناجمة عن الضربة الجوية بالقرب من مولدات المستشفى.
بقي بناء المنشأة قائمًا بسبب إصابة الصواريخ للتربة المحيطة بالمشفى، والتي امتصت جزءًا من ضغط الانفجار. رغم ذلك، أدى الهجوم إلى دمار غرف المشفى وتهشّم نوافذها وأبوابها.
الأضرار الداخلية:
داخليًا، تضرر عدد كبير من المعدّات والأقسام نتيجة للهجوم؛ كما يتضح من الصور المقدّمة من فريق التحقيقات. حيث تُظهر الصور غرفة حاضنة مدمّرة بشكل يتطابق مع ما ورد في المقابلات، ويؤكّد ما ذكرته التقارير حول خروج اثنتين من أصل عشر حواضن من الخدمة، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بالبقية.
صور التقطها فريق التحقيقات في جناح حاضنة الأطفال في المستشفى.
بالإضافة إلى ذلك، تظهر الصور التي التقطها فريق التحقيقات غرف المشفى الأخرى متضررة وغير صالحة لعلاج المرضى.
بعض من الصور الملتقطة من قبل فريق التحقيقات لغرف المرضى في المستشفى.
صورة التقطها فريق التحقيقات لغرفة العمليات في المستشفى.
تحليل بيانات الطيران
بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من الوسائط مفتوحة المصدر أعلاه، مع الوسائط المقدمة من فريق التحقيقات وبيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة. استلزمت هذه العملية رصد وتحليل بيانات الطيران في محيط ادلب، حلب، اللاذقية، وعلى وجه الدقة بلدة أورم الكبرى في حدود الساعة 1:00 – 1:30 صباحًا.
في الساعة 12:31 صباحًا؛ شوهدت طائرة روسية ثابتة الجناحين تقلع من قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية على بعد ما يقارب 122 كم جنوب غرب أورم الكبرى. في الساعة 12:55 صباحًا؛ شوهدت طائرة روسية ثابتة الجناحين تحلق فوق بلدتي الزربة وخان طومان المجاورتين، واللتان تقعان على مسافة 10 كم جنوب أورم الكبرى. في الساعة 12:56 صباحًا، شوهدت طائرة روسية ثابتة الجناحين تحلق فوق أورم الكبرى، وذلك قبل دقائق قليلة من الإبلاغ عن قصف المشفى بعد الساعة الواحدة صباحًا. وقد خلصت تحقيقات سابقة إلى أن الطيران الدائري في سماء مناطق الحرب عادةً ما يُشير إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك. إن الدوران الذي قامت به طائرة طائرة روسية ثابتة الجناحين فوق أورم الكبرى يؤكد التوقيت المقدر للهجوم كما ورد في المقابلات التي أجراها فريق التحقيقات.
رغم أن هذه البيانات تتطابق مع تقارير منظمات حقوق الإنسان بأن منفذ الهجوم هو القوات الجوية الروسية؛ إلا أنه لا يوجد دليل مباشر على ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الهجوم على أورم الكبرى. مع ذلك، فإن تحليق الطائرات فوق البلدة والمناطق المجاورة يزيد من احتمال وقوع هجوم جوي على المستشفى في التوقيت المحدد، والذي تم تأكيده عبر الوسائط مفتوحة المصدر والمُبلغ عنه من قبل فريق تحقيقات الأرشيف السوري.
خاتمة:
عبر الوثائق والمقابلات المقدّمة من قبل فريق تحقيقات الأرشيف السوريّ، ومن خلال تحليل الوسائط مفتوحة المصدر المنشورة على الإنترنت، بالإضافة إلى بيانات الطيران المذكورة أعلاه؛ يمكن التأكيد على أن مستشفى الإيمان في بلدة أورم الكبرى تعرض لهجوم في 31 أغسطس/آب 2019 حوالي الساعة 1:00 – 1:30 صباحًا. أخرج الهجوم المشفى، المدعوم من قبل منظمة Human Appeal، من الخدمة، إضافة إلى إصابة ستة أشخاص. رغم أنّ إفادات الشهود نسبت الهجوم إلى القوات الجوية الروسية؛ إلا أنه، ونظرًا لمحدودية المعلومات والبيانات مفتوحة المصدر، فقد تعذّر على الأرشيف السوريّ التثبّت من مرتكبي الهجوم.